أي التأني في القراءة [١] وتبيين الحروف على وجه يتمكن السامع من عدها.
______________________________________________________
عبد الله بن سليمان : « سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله عز وجل ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ) قال (ع) : قال أمير المؤمنين (ع) : بيّنه تبييناً ، ولا تهذّه هذّ الشعر ، ولا تنثره نثر الرمل ، ولكن اقرعوا به قلوبكم القاسية » (١).
[١] كذا في مجمع البحرين قال : « وهو مأخوذ من قولهم : ثغر مرتل ورتل بكسر التاء ورتل بالتحريك إذا كان مفلجاً لا يركب بعضه على بعض ، وحاصله التمهل بالقراءة من غير عجلة ». ويشير اليه خبر عبد الله ابن سليمان المتقدم لأن الهذّ سرعة القطع ، وأستعير لسرعة القراءة كما يشير اليه المرسل المتقدم ، وكذا خبر أبي بصير المروي عن مجمع البيان : « هو أن تتمكث فيه ، وتحسن به صوتك » (٢) ، وكأنه هو مراد من فسره بالترسل والتبيين لغير بغي ، أو بالترسل والتوأدة : بتبيين الحروف وإشباع الحركات ، أو التأني والتمهل وتبيين الحروف والحركات ، أو بأن لا يعجل في إرسال الحروف ، بل يثبت فيها ، ويبينها تبييناً ، ويوفيها حقها من الإشباع أو التنسيق أو حسن التأليف. نعم عن الذكرى وغيرها : تفسيره بحفظ الوقوف. وأداء الحروف ، وعن الكاشاني (٣) ، وفي مجمع البحرين (٤) : نسبته إلى أمير المؤمنين (ع) ، وعن بعض : نسبته إلى النبي (ص) ، لكن حفظ الوقوف يمكن إرجاعه إلى ما سبق ، وأداء الحروف واجب لا مستحب كما هو ظاهر ، إلا أن يكون المراد به بيانها.
__________________
(١) الوسائل باب : ٢١ من أبواب قراءة القرآن حديث : ١.
(٢) الوسائل باب : ٢١ من أبواب قراءة القرآن حديث : ٤.
(٣) الوافي باب : ١٢ من أبواب القرآن وفضائله ، ذيل حديث : ١.
(٤) مادة ( رتل ).