______________________________________________________
علي فدخل النار فأبعده الله تعالى » (١) ، وبخبر أبي بصير الآخر : « إذا ذكر النبي (ص) فأكثروا من الصلاة عليه ، فإنه من صلى على النبي (ص) صلاة واحدة صلى الله تعالى عليه ألف صلاة في ألف صف من الملائكة ولم يبق شيء مما خلق الله تعالى إلا صلى على ذلك العبد لصلاة الله تعالى عليه وصلاة ملائكته فمن لم يرغب في هذا فهو جاهل مغرور قد برئ الله تعالى منه ورسوله وأهل بيته » (٢).
وفيه : أن الآية الأولى إنما تدل بإطلاقها على وجوبها ولو مرة في العمر ، ويكفي في امتثال الأمر فيها الإتيان بها في بعض التشهدات الصلاتية والآية الثانية غير ظاهرة فيما نحن فيه ، وأما النصوص عدا الصحيح فقاصرة الدلالة أو على الخلاف أدل. إذ الأول ظاهر في أن الصلاة طريق الجنة ، والثاني ظاهر في الدعاء عليه بإبعاد الله تعالى ، إذا دخل النار ، ومثله المرسل « ومن ذكرت عنده فلم يصل علي فلم يغفر الله له فأبعده الله تعالى » (٣) والأخير تضمن الأمر بالإكثار من الصلاة عليه عند ذكره الذي هو مستحب ضرورة ، وأما الصحيح فدلالته ليست بتلك المتانة ، لقرب احتمال وروده مورد الأدب بقرينة سياقه مساق الأمر بإفصاح الألف والهاء ، فالأخذ به في مقابل الإجماعات ، وظهور عدم الأمر بها ، ولا حكايتها في أخبار الأذان وظهور عدم وجودها في كثير من الأدعية والخطب وغيرها المحكية عن الأئمة الطاهرين مع ذكر النبي (ص) فيها ، وظهور جملة من النصوص في الاستحباب حيث تضمنت أن تركها جفاء (٤) أو بخل (٥) ، مما لا مجال له.
__________________
(١) الوسائل باب : ١٠ من أبواب التشهد حديث : ٣.
(٢) الوسائل باب : ٣٤ من أبواب الذكر حديث : ٤.
(٣) الوسائل باب : ٤٢ من أبواب الذكر حديث : ٣.
(٤) الوسائل باب : ٤٢ من أبواب الذكر حديث : ١٨.
(٥) الوسائل باب : ٤٢ من أبواب الذكر حديث : ٩ و ١٤.