قوله : فالوحدة عرضية ـ الوحدة العرضية التى لا تقوم جهة الكثرة ولا تكون عارضية لها قسيمة للوحدة الحقيقية المنقسمة الى الوحدة الذاتية التى جهتها مقومة لجهة الكثرة والى الوحدة العارضية التى جهتها عارضة لجهة الكثرة ، والوحدة الذاتية تنقسم الى الوحدة الجنسية والنوعية والفصلية ، والوحدة العارضية تنقسم الى الوحدة الموضوعية التى تكون جهة الوحدة موضوعة لمحمولات هى جهة الكثرة والى الوحدة المحمولية التى تكون جهة الوحدة محمولة لموضوعات هى جهة الكثرة.
قوله : وان عرضت ـ المراد بالعروض هاهنا كون شيء عرضيا لشيء آخر فان جهة الوحدة فى قولنا : الانسان كاتب ضاحك هى طبيعة الانسان وهى ليست عارضة عليهما بل هى عرضية بالنسبة إليهما اى خارجة عن ماهيتهما ومفهومهما ويصح حمله عليهما ، وبعبارة اخرى ان الانسان خاصة لهما كما ان الحيوان عرضى عام لهما ، اذ كل شيء خارج عن ذات شيء ويصح حمله عليه فهو عرضى بالنسبة إليه سواء كان عارضا له فى الواقع كالماشى بالنسبة الى الحيوان او معروضا له فى الواقع كالحيوان بالنسبة الى الكاتب على ما هو مصطلح المنطق.
قوله كانت موضوعات او محمولات الخ ـ اشارة الى القسمين من الوحدة العارضية وهما الوحدة الموضوعية كقولنا : الانسان ضاحك كاتب متعجب فان الانسان امر واحد عرضى لها ، معروض لكل واحد منها ، موضوع لكل واحد منها بالطبع وان امكن حمله على كل منها ، فوحدته وحدة موضوعية لها ، وان كانت لافراد حقيقته من زيد وعمرو وبكر وحدة نوعية ، والوحدة المحمولية كقولنا : العاج والثلج والقطن ابيض فان الابيض امر واحد عرضى لها ، عارض على كل واحد منها ، محمول على كل منها بالطبع وان امكن وضعه لها فوحدته وحدة محمولية ، وان كانت لافراد مفهومه من هذا الابيض من حيث هو ابيض وذاك الابيض من حيث هو ابيض وحدة نوعية ، وكل واحد مما مثلناه فيه جهة وحدة هى عنوان الانسان او الابيض وجهة كثرة هى واحد من تلك العناوين لا بحياله بل بالقياس الى سائره