بمعنى ان الانسان مثلا اذا وجد له فرد فى الخارج يقال انه موجود بالوجود الخارجى واذا تمثل فرد منه فى الخيال او انتقش ماهيته فى النفس يقال انه موجود بالوجود الذهنى ولذلك يستدل بتحقق القضايا الحقيقية الموجبة التى لا بد لها من وجود الموضوع على المدعى لان ثبوت شيء لشيء فرع ثبوت المثبت له فحيث لا يكون فى القضايا الحقيقية وجود لجميع افراده او كثير من افراده فلا بد من وجودها فى الذهن.
قول الشارح : قسمة حقيقية ـ القسمة الحقيقية هى ما يمتنع الجمع والخلو بين قسميها والقضية الشاملة لهذه القسمة تسمى بالشرطية الحقيقية كقولنا العدد اما زوج واما فرد وكذلك ما نحن فيه فان الوجود اما خارجى واما ذهنى ولا يمكن خلو الوجود عنهما ولا الجمع بينهما وقد يقال القسمة الحقيقية على المنفصلة التى لا يمكن انقلاب احد القسمين الى الاخر وان امكن الجمع او الخلو كقولنا الموجود اما قديم بالذات واما قديم بالغير فان الموجود يمكن ان يخلو عنهما ويكون حادثا زمانيا ولكن لا يمكن ان ينقلب القديم بالذات الّذي هو الواجب الوجود الى القديم بالغير الّذي هو العالم عند الحكماء وكذا العكس بخلاف الانسان اما ساكن واما متحرك فان الانسان الساكن يمكن انقلابه الى المتحرك وبالعكس وان كان الجمع او الخلو ممتنعا ويمكن ان يكون مراد الشارح بالقسمة الحقيقية المعنى الثانى.
قوله : واعلم ان القضية تطلق الخ ـ للقضية تقسيمات أربعة بحسب الموضوع والمحمول والجهة والرابطة وهى بحسب الموضوع تنقسم الى ذهنية وهى ما هو موضوعه فى الذهن بمعنى ان اتصافه بالمحمول يكون باعتبار الذهن كقولنا الحيوان جنس والجنس اما عال او سافل ومن القضية الذهنية : الطبيعية وهى ما لا يلاحظ الافراد فى الحكم بل يكون الحكم لنفس الطبيعة كقولنا الحيوان جزء الانسان والى خارجية وهى ما هو موضوعه فى الخارج وهى الخارجية بالمعنى الاعم وهى على ثلاثة اقسام الحقيقية والخارجية بالمعنى الاخص والشخصية والاولى كقولنا الجسم متناه والثانية كقولنا من فى العسكر قتل والثالثة كقولنا زيد قائم