اعلم ان الانسان اذا تصور فعلا فاما ان يتصوره باعتبار صدوره عن نفسه او عن غيره ، وعلى كل من التقديرين فاما ان يعتقد فيه نفعا او ضرا ، وعلى كل من التقادير فاما ان يكون كل من النفع والضر مشوبا بمقابله أو لا ، وعلى كل من التقادير فاما ان يكون كل منهما يرجع الى فاعل الفعل او غيره ، وعلى كل من هذه التقادير فاما ان يكون الفاعل قادرا على اتيان الفعل فى الحال او فى الماضى او فى المستقبل أو لا ، فالتصور فى كل واحد من هذه الفروض يستتبع فى نفس المتصور شيئا من التردد او الخوف او الحزن او التحسر او الشوق الى الجلب او الى الدفع او التشهى او التنفر ، وهذه الامور قد تستتبع امورا اخر وقد لا تستتبع.
واعلم ان النفع والضر المبحوث عنهما هاهنا ما تراه نفس المتصور نفعا او ضرا سواء وافقه الواقع أم لا وسواء وافقه غيره أم لا وسواء وافقه عقله أم لا وسواء وافقه غير العقل من سائر القوى كالشهوة والغضب أم لا فهذان النفع والضر هما الخير والشر الاضافيان اللذان مر تفسيرهما فى المسألة السابعة من الفصل الاول
قوله : ثم إرادة ـ اى الإرادة الجازمة التى لا تنفك عن الفعل التى تسمى بالاجماع ، وسيأتى نبذة من الكلام فى الإرادة فى المسألة الخامسة والعشرين من مبحث الكيف فى الفصل الخامس من المقصد الثانى ، وانما عطف بثم لان الإرادة الجازمة قد تتخلف عن الشوق لتردد او مانع او معارض.
قوله : من العضلات ـ هى جمع العضلة بفتح العين والضاد وهى ما اجتمع فى بدن الحيوان من العصب والرباط والوتر المحشوة باللحم المستورة بالجلد اللزج الرقيق.
قول الشارح : وادراك على الوجه الخ ـ ويقال فى الاصطلاح على هذا الادراك بهذا الوجه الداعى.
قوله : بعد التردد ـ التردد قد يحصل لا فى كل مورد كما هو ظاهر كلامه.
قول المصنف : والحركة الاختيارية الى مكان الخ ـ هذا جواب عن اشكال هو على ما اشار إليه الشارح العلامة ان الفعل الاختيارى الواقع فى الخارج على ما بينتم