لان قيام صفة بشيء يستدعى ثبوت ذلك الشيء متقدما وذلك فى الماهية مستحيل بل انهم يقولون ان الوجود يصدر من الجاعل فيعرض عليه الماهية اعتبارا وهذا هو بحث اصالة الوجود او الماهية وله موضع آخر.
قول الشارح : بل الوجود هو الخ ـ هذا ينافى ما ذهب إليه جمهور الحكماء من ان للوجود افرادا حقيقية متباينة بتمام الذات وسيأتي الكلام فى ذلك فى المسألة السابعة عشرة إن شاء الله تعالى.
المسألة السادسة
( فى أن الوجود لا تزايد فيه ولا اشتداد )
قول المصنف : ولا تزايد فيه ولا اشتداد ـ اعلم ان هاهنا مفاهيم : الزيادة والنقصان والشدة والضعف والاولان متقابلان يستعملان فى الكميات والاخيران أيضا متقابلان يستعملان فى الكيفيات والتزايد هو توجه الشيء نحو الزيادة كالجسم النامى قبل بلوغه الى كمال رشده ويقابله التنقص وهو توجه الشيء نحو النقصان كبدن الانسان اذا هزل لمرض او هرم والاشتداد هو توجه الشيء نحو الشدة كالماء حين يستسخن ولون الثمرة اذا توجه من الصفرة الى الحمرة ويقابله التضعف وهو توجه الشيء نحو الضعف كعكس هذا المثال والتوجه هكذا يستدعى الحركة بل هو الحركة والاولان يسميان بالحركة فى الكم والاخيران بالحركة فى الكيف فان الجسم يزيد كميته وينقص ويضعف كيفيته ويشد ويقال ان الجسم تحرك فى كمه او كيفه ومراد المصنف نفى الحركة فى الوجود يعنى ان الماهية لا تتحرك فى الوجود نحو الزيادة والنقصان ولا الشدة والضعف اى لا يزيد وجودها ولا ينقص ولا يشد ولا يضعف والدليل على ذلك ما ذكر صاحب الشوارق وغيره من ان الحركة فى كل شيء معناها ان يكون المتحرك متقوما وموجودا من دون ذلك الشيء بنفسه وباقيا بعينه ويتوارد عليه فى كل ان من الآنات المفروضة فى زمان الحركة فرد من افراد ذلك الشيء فان معنى حركة الجسم فى الاين هو ان الجسم موجود ومتقوم بنفسه