فيستدل به على نقصان القوة المحركة فالقوة المحركة على تحريك الاكبر انقص منها على تحريك الاصغر.
ان قلت : كيف يكون القوة المحركة للجسم الاكبر اقل منها للجسم الاصغر مع ان قوة القاسر المحرك واحدة بالفرض بالنسبة الى كلا الجسمين والتفاوت بينهما بحسب زيادة الحركة ونقصانها انما هو من جهة كثرة المعاوقة فى الكبير وقلتها فى الصغير.
قلت : ان المراد بالقوة المحركة ليس ما هو فى ذات القاسر بل المراد بها القوة الحادثة فى الجسم بسبب القاسر فانها تحدث فى الكبير اقل مما تحدث فى الصغير لكثرة معاوقة الكبير وقلة معاوقة الصغير فالقوة القسرية هى هذه اذ هى التى تذهب بالجسم المقسور الى موضع معين وان كان احداثها من القاسر ، فالقاسر محرك بالتسبيب وتلك القوة محركة بالمباشرة.
قول المصنف : والطبيعى يختلف باختلاف الفاعل ـ تقريره : ان الجسمين اللذين احدهما اكبر من الاخر اذا تحركا بطبعهما من موضع الى موضع فلا مرية فى اختلافهما وتفاوتهما من حيث الحركة فذلك التفاوت اما من القوة الفاعلة المحركة او من غيرها ، والثانى محال لانه اما من امر غريب خارج عن الجسم والمفروض عدمه واما من نفس المحل الّذي هو الحقيقة الجسمية المشتركة بين جميع الاجسام فلزم ان تكون تلك الحقيقة المشتركة مقتضية للحركة او مانعة عنها حتى يقع التفاوت من جهتها وهذا محال لانها لو كانت مقتضية لها فاما مقتضية لها الى جانب مخصوص او الى كل الجوانب أولا الى جانب والاول يستلزم الترجح من غير مرجح ، والثانى يستلزم ان يكون كل جسم فى كل جانب ، والثالث يستلزم ان لا يكون جسم فى جانب ، والكل بديهى الاستحالة مع ان ما فى الوجود يشهد بخلافه ، ولو كانت مانعة عنها لكان الجسم الاكبر ابطأ حركة من الجسم الاصغر وهو ظاهر البطلان ، وأيضا لو كانت مقتضية للحركة او مانعة عنها لما كانت قابلة لها لاشتراط القابل بكونه لا بشرط بالنسبة الى المقبول فالجسمان اذن من حيث