بسبب الطاعات والعبادات الشاقة والجهاد فى سبيله والتقوى عما ترتضيه الشهوة والغضب ، او خير ولذيذ عند الشهوة او الغضب فقط كالوصول الى ما يرتضيه احدهما مما يراه العقل ضارا ، او خير ولذيذ عندهما كسرور الولد بسبب اللطف به والاحسان إليه من دون ان يكون ضارا فى دينه او دنياه فاحدهما لا بد منه لكل فعل صادر عن الانسان ، والمبدأ الثانى : القوة الشوقية وهى الشوق المنتهى الى الإرادة الجازمة التى يقال لها الاجماع اذ هى الشوق اذا تأكد بسبب ارتفاع التردد وانتفاء المانع والمعارض ، وليس لكل منهما اى التصور الجزئى والقوة الشوقية غاية على حدته بل لكليهما معا غاية واحدة ، والمبدأ الثالث : القوة المحركة التى فى العضلات
الامر الثانى : ان هذه المبادى الثلاثة واجبة فى كل فعل اختيارى مترتبة لا حصول للمتأخر الا بعد حصول المتقدم والاول يسمى بالمبدإ الابعد والثانى بالاوسط والثالث بالاقرب بالنسبة الى حصول الفعل.
الامر الثالث : ان الغاية يمكن ان تكون واحدة ويمكن ان تكون متعددة وعند التعدد لا تكون الا مترتبة كمن كانت غاية حركته الوصول الى مكان وغرضه من الوصول لقاء صديقه فى ذلك المكان وغرضه من اللقاء اعطاء شيء له وهكذا الى ان ينتهى الى ما هو غرضه بالذات ، فاقدم الغايات واقربها الى الفعل هو نهاية حركة العضلات ، وما يقف عنده الفاعل عن حركته ويطمئن به هو غاية الغايات.
الامر الرابع : ان المبدأ لا يكون مبدأ الا بالقياس الى الغاية وكذا الغاية لا تكون غاية الا بالقياس الى المبدأ فبينهما تضايف كما ان لكل منهما اضافة الى الفعل فالمبدأ مبدأ للفعل والغاية غاية له ، ولكن لا يجب ان يكون لكل من المبادى غاية بل يمكن ان يكون للمبادى الثلاثة غاية واحدة كما ان انسانا قائما فى موضع تصور الكون فى موضع آخر فيشتاق إليه فينتقل الى ذلك الموضع من دون ان يكون له غرض مترتب على الكون فيه فان هذا الكون غاية لتصوره ولشوقه ولحركة عضلاته ، واما المثال المنقول عن الشيخ ابن سيناء المذكور فى الكتب وفى هذا الشرح فليس من هذا القبيل اذ لحركة العضلات غاية هى نهاية الحركة والحصول