كما هو مراد المصنف ، نعم هو مبدأ لنفس الحدوث الّذي هو كيفية الوجود التى هى بعدية الوجود عن العدم فان البعدية التى هى صفة للوجود متقومة بالمتقدم الّذي هو العدم كما ان القبلية التى هى صفة للعدم متقومة بذات المتأخر الّذي هو الوجود على ما هو الشأن فى كل متضايفين ، وتفسير الحدوث بالوجود بعد العدم مسامحة بل هو كيفية الوجود كما مر فى كلام المصنف فى المسألة التاسعة والعشرين فى الفصل الاول ، مع انه ليس كل ما اخذ فى تعريف الشيء مقوما له ، فمن قال انه مبدأ عرضى فمراده انه عرضى لذات الحادث ، ومن قال انه مبدأ ذاتى فمراده انه ذاتى لوصف الحدوث ، وهذا طريق الجمع بين كلام الشيخ ابن سيناء الظاهر فى انه مبدأ ذاتى للحادث وكلام المصنف الصريح فى انه مبدأ عرضى له.
قول الشارح : عدم علته ـ اى عدم علته التامة الّذي يلازم عدم المعلول ، ولكن الظاهر من كلام المصنف والصريح من غيره ان المتنازع فيه هو عدم المعلول الحادث السابق على وجوده لا عدم علته فانه لم يتوهم مبدئيته حتى يتنازع فى انه مبدأ ذاتى او عرضى.
قول المصنف : والفاعل فى الطرفين واحد ـ يعنى ان الفاعل فى وجود المعلول وعدمه واحد من حيث الماهية وان كان مغايرا له من حيث وصفى الوجود والعدم فان الحرارة مثلا معلولة للنار وجودها لوجودها وعدمها لعدمها ، وهذا دفع لتوهم ان العلة فى طرف العدم مغايرة للعلة فى طرف الوجود بالماهية.
قول الشارح : على ما بينا أولا ـ فى المسألة الخامسة.
قول المصنف : والموضوع كالمادة ـ اعلم ان المحل ينقسم الى المحل المستغنى فى وجوده عن الحال وهو محل العرض الّذي يقال له فى الاصطلاح الموضوع والى غير المستغنى فيه عنه ويقال له المادة فى الاصطلاح وهو محل الصور الطبيعية كالصورة الجسمية والنارية والشجرية ، واما الصور الصناعية كصورة البيت والفرش والكرسى والصندوق والكوز وامثالها فهى اعراض حكمها حكم القسم الاول من حيث ان محالها مستغنية فى وجودها عنها.