متعددة علوما مختلفة ، والخاص كهذا النجار الّذي صنع بابا واحدا او شيئا واحدا وان كان متعددا بالشخص ، وهذا المعلم الّذي يتعلم عنده واحد فقط او جماعة علما واحدا ، وهذا القسم من الخاص خاص باعتبار ومشترك باعتبار كما لا يخفى ، كما ان القسم الاول من المشترك مشترك وخاص باعتبارين ، والمادة المشتركة كهذه المادة التى تواردت عليها صور مختلفة والخاصة كهذه المادة التى حلت فيها صورة واحدة ، والغاية المشتركة كهذه النهاية للحركة التى تشترك فيها المبدأ الشوقى والمبدأ التحريكى والخاصة كهذه اذا كانت للشوقى غاية اخرى ، واما الصورة فلا يتصور فيها الاشتراك كالعموم.
وبهذا الفرق الّذي ذكرنا اندفع ما اورده صاحب الشوارق على المصنف من عدم الفرق بين هذه الخاصة وتلك الخاصة او عدم الفرق بين المشتركة والعامة ، فان الفرق هو ان الخاصة المقابلة للعامة تعتبر كلية كالعامة ، والخاصة المقابلة للمشتركة تعتبر شخصية كالمشتركة مع اتحاد القياس والاضافة ، كما ان الفرق بين العلة الكلية والجزئية وبين العامة والخاصة باختلاف القياس والاضافة.
تنبيه : ان هذه التقسيمات تأتى فى المعلولات أيضا بقياس التضايف.
قول المصنف : والعدم للحادث من المبادى العرضية ـ هذا وما بعده الى آخر الفصل فى مباحث متعلقة ببعض العلل التى وقع فيها اشتباه ، وتوضيح كلام المصنف هذا : ان العدم الغير المجامع للمعلول الّذي لا بد من سبقه زمانا على المعلول الحادث ليس من المبادى الذاتية التى لها تأثير ومدخلية فى المعلول بل من المبادى العرضية اى من الامور المقارنة للفاعل التى لا دخل لها فيه.
واعترض عليه بان العدم السابق وان لم يكن من المبادى الذاتية للمعلول من حيث هو موجود ، ولكنه من مباديه الذاتية من حيث هو حادث لان الحدوث لا تحقق له من دون العدم السابق حتى انه عرف بالوجود بعد العدم ، والنزاع انما هو فى كونه مبدأ ذاتيا او عرضيا للحادث.
اقول : ان البديهة تشهد بان العدم ليس مبدأ ذاتيا ذا تأثير فى ذات الحادث