بين العلة الجزئية والخاصة فان العلة الجزئية تقاس الى ما فوقها من الكليات وهى قد تكون جزئية حقيقية وقد تكون كلية اى جزئية اضافية والعلة الخاصة تقاس الى ما يقابلها كالعامة وهذه كلية أيضا والفرق باختصاصها بمقابل واحد نوعى بخلاف العامة كما اتضح ذلك كله من الامثلة.
قول الشارح : كالصانع فى البناء ـ بتخفيف نون البناء ، والصانع فاعل عام اذ هذا العنوان لا يختص بصنعة دون صنعة بل كل شيء مصنوع ينفعل عن الصانع وذكر البناء من باب التمثيل بواحد مما ينفعل عنه.
قوله : والخاصة كالبانى فيه ـ اى الّذي يبنى البناء فانه فاعل خاص اذ البانى من حيث هو بان يختص بالبناء ولا ينفعل عنه غيره.
قول المصنف : وقريبة او بعيدة ـ العلة القريبة هى التى لا يكون بينها وبين المعلول واسطة والبعيدة ما بينها وبينه واسطة او وسائط ، فالفاعل القريب الطبيعى كالميل بالنسبة الى الحركة ، ويأتى بيان معنى الميل فى المسألة الخامسة فى مبحث الكيف فى الفصل الخامس من المقصد الثانى ، والفاعل البعيد الطبيعى كالطبيعة بالنسبة إليها ، والقريب الارادى كالعقل الفعال بالنسبة الى الصور ، والبعيد الارادى كالعقل الاول بالنسبة إليها ، والمادة القريبة كالجنين للانسان والبعيدة كالنطفة له ، والصورة القريبة كالصورة الانسانية بالنسبة الى الانسان والبعيدة كالصورة الجسمية بالنسبة إليه ، والغاية القريبة كنهاية الحركة بالنسبة إليها والبعيدة كلقاء الحبيب المترتب على نهاية الحركة ،
قول الشارح : كالقوة الشوقية ـ بالنسبة الى الفعل ، ومبدئه القريب الفاعلى القوة المحركة العضلية.
قول المصنف : ومشتركة او خاصة ـ لا فرق بين العلة العامة والخاصة وبين المشتركة والخاصة الا ان العامة والخاصة تعتبران كليتين والمشتركة والخاصة تعتبران شخصيتين كهذا النجار الّذي صنع ابوابا متعددة او اشياء مختلفة كالباب والتخت والسرير ، وهذا المعلم الّذي يتعلم عنده اناس كثيرة علما واحدا او جماعات