هو غاية بالذات للاكل ، وكالسكون الّذي هو لازم لوصول الجسم الى موضعه الطبيعى الّذي هو غاية بالذات فالتغوط والسكون غايتان بالعرض.
ومنها ما يكون عارضا مع الغاية بالذات فى اكثر الامر كالجمال الّذي يعرض مع الصحة التى هى غاية الرياضة ، وكالتعب الّذي يعرض مع الوصول الى المقصد الّذي هو غاية المشى فالجمال والتعب غايتان بالعرض.
ومنها ما يحصل بدلا عن الغاية بالذات كمن يقصد ان يرمى طيرا فيصيب رميه انسانا.
اعلم ان ذكر هذه الاصناف من العلل بالعرض على سبيل الاستقراء الناقص فيمكن ان يوجد غيرها فيذكر.
قوله : وعامة او خاصة ـ الفاعل العام هو الّذي ينفعل عنه اشياء كثيرة كالهواء الّذي يغير اجساما كثيرة ، والفاعل الخاص هو الّذي لا ينفعل منه الا الواحد كالنفس الحيوانية التى لا تفعل بلا واسطة الا تحريك العضلات ، والمادة العامة هى التى تستعد لصور مختلفة الحقائق كالهيولى الاولى وكالخشب الّذي يصنع منه اشياء كثيرة كالكرسى والسرير والباب وغيرها ، والخاصة هى التى لا تستعد الا لصورة واحدة كجسم الانسان بمزاجه لصورته ، والغاية العامة هى التى تكون غاية للافعال المختلفة كدفع مرض بشرب الدواء او الاحتجام او الاحتقان او الحمية او غيرها ، والخاصة هى التى لا تكون غاية الا لفعل واحد كوصول الجسم الى موضع لم يكن فيه فانه ليس غاية الا للحركة الاينية وكدفع العطش فانه لا يحصل الا بشرب المائع ، واما الصورة فلا يتصور فيها العموم لان الصورة الواحدة كالصورة الانسانية مثلا لا تكون الا لمادة مخصوصة ، نعم لو اخذت الصورة كلية والمادة جزئية ففيها عموم كالصورة الانسانية التى تشترك فيها اشخاص الابدان.
ثم ان الفرق بين العلة الكلية والعلة العامة ان الكلية تقاس الى ما تحتها من جزئياتها والعامة تقاس الى ما يقابلها من المعلول فى الفاعل ومن الفعل فى الغاية ومن الصورة فى المادة فكل منهما كلية والفرق بينهما بالقياس والاضافة ، وكذا الفرق