فيما بعد المنتصف ، او ما يقرب القابل الى القبول سواء كان القابل مادة كحرارة الرحم التى تقرب النطفة وتهيئها لقبول صورة العلقة وهكذا الى ان تصير جنينا ، او موضوعا كحرارة الشمس التى تقرب الثمرات وتهيئها لقبول الالوان ، او بدنا كصورة الجنين التى تقربه وتهيئه لقبول النفس الفائضة من المبدأ المفيض.
تنبيه ـ ان ما سمع من ان العلة المعدة توجد قبل حصول المعلول وتنعدم عند حصوله ليس المراد به انها تنعدم بذاتها بل تنعدم بوصف العلية ومن حيث هى علة بمعنى انها ليس لها تأثير فى بقاء المعلول سواء بقيت بذاتها عند حصول المعلول كصورة الجنين بالنسبة الى النفس الانسانية او انعدمت كالحركة فى الامثلة المذكورة بخلاف سائر العلل ، ولذلك لم يعدوها من العلل بالاستقلال وعدوا العلل اربعا ، والحاصل ان حكمها حكم الشرط لا العلة.
قوله : ومن العلل العرضية ما هو معد ـ قال صاحب الشوارق : يعنى ان بعض العلل الفاعلية العرضية يكون علة معدة ذاتية بالنسبة الى ما هى علة فاعلية عرضية له ، فان شرب السقمونيا علة فاعلية عرضية لحصول البرودة وعلة معدة ذاتية له.
تم المقصد الاول بعون الله الّذي لا حول
ولا قوة الا به فالحمد لله رب العالمين
والصلاة على محمّد اشرف
البرية وآله الاطهار
الابرار