له طول هو المسافة من المغرب الى المشرق وهو نصف الدائرة الّذي ينقسم على اصطلاح الرياضيين الى مائة وثمانين درجه وله عرض هو المسافة من القطب الشمالى لى خط الاستواء وهو ربع الدائرة الّذي ينقسم الى تسعين درجة ، وكل بلد فى الربع المسكون له طول هو بعده عن المغرب وعرض هو بعده عن خط الاستواء ، فكل بلد مع بلد آخر اما متفقان فى العرض وهو اذا وقعا على خط واحد طولى ، واما متفقان فى الطول وهو اذا وقعا على خط واحد عرضى ، واما مختلفان فيهما وهو اذا لم يقعا على خط مشترك لا فى الطول ولا فى العرض ، واما اتفاقهما فى الطول والعرض معا فغير معقول الا بالمسامحة لانه يقتضي اتحادهما ، فالبلد المخالف للآخر فى الطول هو ما وقع على خط عرضى غير ما وقع عليه الاخر سواء كان عرضهما واحدا او مختلفا ، ولازم الاختلاف فى الطول ان يكون احدهما اقرب الى المغرب من الاخر والاخر اقرب الى المشرق منه وان تطلع الشمس والقمر وسائر الكواكب للاقرب الى المشرق قبل ان يطلعن للابعد إليه اذا كانت الارض كرية محدودبة لان حدبة الارض مانعة عن رؤية الا بعد لها حين يراها الاقرب فى افقه بخلاف ما اذا كانت مسطحة مستوية فان طلوعها حينئذ يكون لجميع الساكنين فوق الارض اى الساكنين فى سطح واحد فى وقت واحد ، وكذا غروبها للاقرب الى المشرق يكون قبل غروبها للابعد إليه اذا كانت الارض كذلك بخلاف ما اذا كانت مسطحة مستوية ،
ثم ان خسوف القمر انما هو بحيلولة الارض بينه وبين الشمس والحيلولة انما تكون اذا كان القمر فى حال المقابلة للشمس وهو حال ان يكون البعد بينهما بمقدار نصف الدائرة بان يكون الشمس مثلا فى المشرق والقمر فى المغرب او بالعكس او يكون احدهما فوق الرأس والاخر تحت القدم ولا يكون بينهما بعد بحسب الشمال والجنوب.
اذا تبين هذا فالارض اذا لم تكن كرية محدودبة بل كانت مسطحة مستوية لكان الخسوف المرئى فى بلد فى وقت معين مرئيا فى جميع البلاد المخالفة له فى الطول فى ذلك الوقت اذا كانت فى السطح الّذي يكون ذلك البلد فيه لاستواء سطح الارض