بن محمّد احمد الغزالى الملقب حجة الاسلام زين الدين الطوسى الفقيه الشافعى لم يكن للطائفة الشافعية فى آخر عمره مثله اشتغل فى مبدأ امره بطوس على احمد الراذكانى ثم قدم نيسابور واختلف الى دروس امام الحرمين ابى المعالى الجوينى وجدّ فى الاشتغال حتى تخرج فى مدة قريبة وصار من الاعيان المشار إليهم فى زمن استاذه وصنف فى ذلك الوقت وكان استاذه يتبحبح به ولم يزل ملازما له الى ان توفى الجوينى فى التاريخ المذكور فى ترجمته فخرج من نيسابور الى العسكر ولقى الوزير نظام الملك فاكرمه ، الى ان قال : وصنف الكتب المفيدة فى عدة فنون ، وعد كتبه نحو سبعة عشر كتابا ، الى ان قال : ثم الزم بالعود الى نيسابور والتدريس بها بالمدرسة النظامية فاجاب الى ذلك بعد تكرار المعاودات ثم ترك ذلك وعاد الى بيته فى وطنه واتخذ خانقاه للصوفية ومدرسة للمشتغلين بالعلم فى جواره ووزع اوقاته على وظائف الخير من ختم القرآن ومجالسة اهل القلوب والقعود للتدريس الى ان انتقل الى ربه وكانت ولادته سنة خمسين وأربعمائة وقيل سنة احدى وخمسين وتوفى يوم الاثنين رابع عشر جمادى الآخرة سنة خمس وخمسمائة بالطابران رحمه الله تعالى ودفن بظاهر الطابران وهى قصبة طوس.
اقول : ذكر المحدث الفيض الكاشانى رحمه الله تعالى فى مقدمة كتاب المحجة البيضاء ان الغزالى هذا استبصر فى اواخر عمره وتاب ورجع الى المذهب الحق.
وذكر ابن خلكان فى ترجمة اخيه ابى الفتوح احمد بن محمّد الغزالى : الطوسى بضم الطاء المهملة وسكون الواو وبالسين المهملة نسبة الى طوس وهى ناحية بخراسان تشتمل على مدينتين تسمى احداهما طابران بفتح الطاء المهملة وبعد الألف باء موحدة ثم راء مفتوحة وبعد الألف الثانية نون والاخرى نوقان بفتح النون وسكون الواو وفتح القاف وبعد الألف نون ولهما ما يزيد على الف قرية والغزالى بفتح الغين المعجمة وتشديد الزاء المعجمة وبعد الألف لام هذه النسبة الى الغزال على عادة اهل خوارزم وجرجان فانهم ينسبون الى القصار القصارى والى العطار