نقيض الموجود ونقيض الاخص اعم من نقيض الاعم فبين الثابت والمنفى تباين لانهما نقيضان كما بين الموجود والمعدوم واما بين الثابت والمعدوم فعموم من وجه لان بعض الثابت وهو الموجود ليس بمعدوم وبعض المعدوم وهو المنفى ليس بثابت وبعض الثابت ليس بموجود كالحال وهذا مطرد فى كل عام مع نقيض الخاص وبين الموجود والمنفى تباين لان المنفى اخص من المعدوم الّذي هو يباين الموجود
ثم ان الثبوت على القول به فى المسألة السابقة هو شيئية الماهية لا بالتبعية سابقة على الوجود سبقا زمانيا وهذا مما لا يعقل لان الماهية لا شيئية لها من دون وجود ما والثبوت فى هذه المسألة شيئية الصفة تبعا لموجود كالعالمية فانها على ما قالوا موجودة فى الخارج تبعا لذات العالم والجواب انها موجودة فى الذهن معدومة فى الخارج.
قوله : ابو هاشم ـ قال ابن خلكان فى وفيات الاعيان : ابو هاشم عبد السلام بن ابى على محمّد الجبائى بن عبد الوهاب بن سلام بن خالد بن حمران بن ابان مولى عثمان بن عفان رضياللهعنه المتكلم المشهور العالم ابن العالم كان هو وابوه من كبار المعتزلة ولهما مقالات على مذهب الاعتزال وكتب الكلام مشحونة بمذاهبهما واعتقادهما وكان له ولد يسمى أبا على وكان عاميا لا يعرف شيئا فدخل يوما على صاحب بن عباد فظنه عالما فاكرمه ورفع مرتبته ثم ساله عن مسألة فقال لا اعرف ولا اعرف نصف العلم فقال له الصاحب صدقت يا ولدى الا ان اباك تقدم بالنصف الاخر وكان ولادة ابى هاشم سنة سبع واربعين ومائتين وتوفى يوم الاربعاء لاثنتى عشرة ليلة بقيت من شعبان سنة احدى وعشرين وثلاثمائة ببغداد ودفن فى مقابر البستان من الجانب الشرقى وفى ذلك اليوم توفى ابو بكر محمّد بن دريد اللغوى المشهور وسيأتى ذكر والده إن شاء الله تعالى وحمران بضم الحاء المهملة وسكون الميم وفتح الراء وبعد الألف نون وابان بفتح الهمزة والباء الموحدة وبعد الألف نون والجبائى بضم الجيم وتشديد الباء الموحدة هذه النسبة الى قرية من قرى البصرة خرج منها جماعة من العلماء هكذا قاله السمعاني فى كتاب الانساب وقال ياقوت الحموى فى