الاجسام سهل وسريع فى قبول الروائح والطعوم من ذوات الطعوم والروائح تجاوره وبعض الابدان كبدن الحية سهل وسريع فى قبول البرودة ، واما الحديد والبدن المصحاح وبعض الاجسام وبعض الابدان كبدن الكلب على خلاف ذلك لها صعوبة وبطء فى قبول تلك الامور ، وهذه الاستعدادات وامثالها فى الاجسام مختلفة المراتب وطرفا المراتب استعداد شديد للانفعال بحيث لا بكون للجسم المستعد مقاومة اصلا بالنسبة الى المؤثر وهذا يسمى باللاقوة واستعداد شديد للاانفعال بحيث يكون له مقاومة تامة بالنسبة إليه وهذا يسمى بالقوة ، والمراد بطرفى النقيض هما الاستعدادان الشديدان فى الغاية وبين الطرفين مراتب متوسطة لا تحصى ، وبعض هذه الاستعدادات له لفظ موضوع كاللين والصلابة وبعضها ليس له ذلك.
اقول : نظير هذه الاستعدادات فى الاجسام موجود فى النفوس ولا بأس بتسميته كيفية استعدادية نفسية كما ان بعض النفوس سريعة وسهلة فى قبول العقائد الباطلة والاخلاق الرذيلة وبعضها صعبة وبطيئة فيه وكذا فى قبول العقائد الحقة والاخلاق الفاضلة يوجد القسمان ، وكذا بعض النفوس تتأثر بسرعة من الملمات وتتوجع وتفزع وبعضها على عكس ذلك ، وكذا بعضها تختجل وتستحيى شديدا او غير شديد من القبائح وبعضها ليست كذلك ، وبعضها تأخذها الرحمة بادنى شيء وبعضها صاحبة قساوة كالحجارة او اشد قسوة لا تتأثر من شيء ، وامثال ذلك من قبول العلوم والمعارف وغيرها ، وكل ذلك استعدادات نفسية نحو الانفعال الشديد واللاانفعال وما بينهما.
قول الشارح : وهى ما يرجح به القابل الخ ـ يعنى ما يستعد به القابل لقبول الاثر ، وقبوله اما فى جانب الراجحية بان يكون سهلا سريعا او فى جانب المرجوحية بان يكون صعبا بطيئا ،
قوله : اعنى الوجود والعدم ـ يعنى وجود الانفعال وعدم الانفعال ، وقد مر ان طرفى الاستعدادات الموجبة للقبولات المختلفة استعداد يوجب الانفعال التام بحيث لا يوجد هنا مقاومة اصلا واستعداد يوجب اللاانفعال بحيث يوجد هنا مقاومة تامة.