اعلم ان الاشكال الثانى يرد أيضا على القائلين بان العلم هو نفس الاضافة من دون ان ينفعهم هذا الجواب وسيأتى بيانه عن قريب.
قوله : ويقوى الاشكال ـ اى يقوى طبيعة الاشكال بسبب تعدد افراده لما مر ان الوارد عليهم اشكالان.
قوله : ولان العاقل هو الشخص الخ ـ هذا الجواب ردّى على كل مذهب على ما يأتى بيانه.
قوله : وهذان رديان ـ اى المذكوران فى الجواب عن الاشكال الثانى الّذي هو اشكال الاضافة.
قوله : فلو جعلنا التعقل الخ ـ اى لو جعلنا التعقل الّذي هو نفس الاضافة على القول به او صورة ذات الاضافة متوقفا على التغاير الاعتبارى لدار ، اما توقف المغايرة على التعقل فلان التعقل لو لم يكن فلا عاقل ولا معقول حتى تحصل المغايرة ، واما توقف التعقل على المغايرة فلان التعقل هو نفس الاضافة او صورة ذات الاضافة والاضافة لا تحصل الا بعد حصول المتضائفين وهما لا يحصلان فيما نحن فيه الا بعد المغايرة.
اقول : هذا الاشكال مدفوع بان علم الشيء بنفسه وتعقله لها هو حضور الشيء لنفسه وهو لا يتوقف على المغايرة ولا حاجة إليها فى تعقل الشيء لنفسه وان كانت المغايرة فى غير العلم الحضورى بين العاقل والمعقول متوقفة على التعقل ، نعم لو التزم الذاهبون الى ان العلم هو نفس الاضافة حتى فى علم الشيء بنفسه فما هذا الاشكال عنهم بمنصرف.
قوله : يكون عالما بجزئه الخ ـ لان الماهية الكلية الانسانية مثلا هى جزء شخص الانسان العاقل لنفسه وليس البحث فيه بل البحث فى علم الانسان بذاته الشخصية
قوله : وانما الموجود ما هى مثال له ـ يعنى ان الموجود فى الخارج تكون تلك الصورة الذهنية مثالا له فهو كالموجود فى الذهن بحسب الماهية ، واما بحسب الوجود فما فى الخارج مستقل وما فى الذهن تابع وكل تابع لغيره فى الوجود