فحينئذ يتصور وحدة العلم وتعدد المعلوم ، واما على مذهب من جعله نفس الاضافة فتعدد المعلوم يقتضي تعدد العلم أيضا لان تعدد احد طرفى الاضافة يوجب تعدد الاضافة وان كان الطرف الاخر كالنفس فيما نحن فيه واحدا.
قول المصنف : كالحال والاستقبال ـ مثال لاختلاف المعلوم المقتضى لاختلاف العلم واشارة الى ما فى الشرح.
قول الشارح : علم بالحال عند حضور الاستقبال ـ اى العلم المتعلق بالامر المستقبل الآن عين العلم المتعلق به حين حضور الاستقبال اى حين يصير الاستقبال حالا.
قوله : وهذا خطأ فان العلم بان الشيء سيوجد الخ ـ حاصله ان العلم بان الشيء سيوجد مشروط بعدم ذلك الشيء فى الحال وان العلم بانه موجود مشروط بوجوده فى الحال والشرطان متخالفان وكذا المشروطان فالعلم الاول ليس عين العلم الثانى.
قوله : وسيأتي زيادة تحقيق ـ فى المسألة الثانية من الفصل الثانى من المقصد الثالث.
قوله : والّذي يلوح منه الخ ـ توضيحه ان القائلين بان العلم هو الصورة الحاصلة من المعلوم فى العالم يتوجه عليهم اشكالان عند تعقل الشيء نفسه : احدهما باعتبار الحلول وهو كيف يتصور حلول صورة الشيء فى نفسه ، ولو قيل انه ليس فى نفسه بل فى مادته اجيب ان العاقل مجرد ليس له مادة ، مع انه لو فرضت له مادة لزم اجتماع الصورتين المتماثلتين ، والجواب عنه ان العالم بذاته علمه حضورى يكفى فيه حضور ذاته من غير احتياج الى صورة اخرى وكلامنا فى العلم الحصولى والاشكال الثانى باعتبار الاضافة اللازمة للصورة الحاصلة وهو ان الاضافة تستلزم الطرفين فلا تعقل بين الشيء ونفسه ، والجواب عنه ان المغايرة الاعتبارية كافية لتحقق الاضافة وهى متحققة لان الشيء من حيث هو عاقل مغاير لنفسه من حيث هو معقول.