اما بينهما السلب والايجاب كقولنا : الجنة والنار مخلوقتان الآن ، وليستا مخلوقتان الآن ، واما بينهما التضاد كقولنا : الجنة والنار مخلوقتان قبل البعث ، وهما ستخلقان بعد البعث ، وابو على قائل بان الاعتقادين المتعلقين بالاوليين غير متضادين بل المتضادان ما تعلقا بالآخريين ، وابو هاشم قائل بعكس ذلك.
اقول : هذا النزاع لا طائل تحته ولا ينبغى ذكره لان الكلام ليس فى النسبة بين القضيتين بل فى النسبة بين الاعتقادين المتعلقين بهما ، وهما سواء تعلقا بالاوليين او الاخريين متضادان.
قوله : واختاره البلخى ـ قال ابو المظفر الأسفرايني فى كتابه فى الملل والنحل ( التبصير فى الدين ) الفرقة السادسة عشرة منهم ( اى من المعتزلة ) الكعبية اتباع عبد الله بن احمد بن محمود البلخى المعروف بابى القاسم الكعبى ، وكان يدعى فى كل علم ، ولم يكن خلص الى خلاصة شيء من العلوم ، بل كان متحليا بطرف من كل شيء كان يدعى فيه شيئا من العلوم ، وخالف قدرية البصرة فى اشياء انتهى ، ثم ذكر تلك الاشياء.
قال الشيخ محمّد الكوثرى فى ذيل الكتاب : ابو القاسم الكعبى البلخى هو مؤلف كتاب المقالات المشهور اخذ الاعتزال عن ابى الحسين الخياط ، وكان الجبائى يفضله على شيخه توفى سنة (٣١٩).
قوله : لتجدده بعد ان لم يكن ـ اى لحدوثه بعد عدمه فلو كان امرا عدميا لم يتصور حدوثه بعد عدمه لان العدمى ليس له وجود حتى يكون له الحدوث ، والجواب ان هذا صحيح فى العدم المطلق واما عدم الملكة فله وجود وحدوث تبعا لها فعدم الملكة يحدث بعد زوال الملكة ، والشك هو التردد اى عدم الجزم باحد طرفى النسبة الحكمية على التساوى.
قوله : لعدم اتحاد المتعلق الخ ـ لان متعلق الشك نفس النسبة ومتعلق اليقين احد طرفيها وهما الايجاب والسلب.
اقول : فيه ان اتحاد المتعلق ليس شرطا فى تضاد العلم والشك وغيرهما