والمعروض وكذا العدم العارض على مفهوم الوجود فى الذهن ومعلوم ان اعتبار العروض الّذي مناطه ملاحظة العقل مفهوم العدم او الوجود من حيث هو مفهوم غير اعتبار التقابل الّذي مناطه اضافة العدم الى ما يضاف إليه الوجود وهذا القول يرجع الى ان احدهما يؤخذ بالاعتبار الثالث من الاعتبارات التى مضى بيانها والاخر بالاعتبار الاول منها.
الثانى : ما بينه الشارح العلامة رحمهالله فى هذا الشرح وهو اعتبار اختلاف ظرفى الوجود والعدم وحاصله ان الوجود والعدم يجتمعان فى الصدق اجتماع العارضين فى معروض واحد ويحملان على موضوع واحد اذا كان ظرف احدهما الخارج وظرف الاخر الذهن وهذا القول يرجع الى ان كليهما يؤخذ ان بالاعتبار الاول من تلك الاعتبارات الثلاثة.
الثالث ما ذهب إليه القوشجى وصاحب الشوارق وهو اعتبار المفروضية لاحدهما ونفس الامرية للآخر بان نتصور موضوعا ونفرض له العدم فى الذهن فانه متصف بالوجود الذهنى بحسب نفس الامر وبالعدم الذهنى بحسب الفرض او يكون فى الخارج موضوع موجود نفرض له العدم فى الخارج فانه موجود بالوجود الخارجى حقيقة وبالعدم الخارجى فرضا وهذا الاجتماع ليس من اجتماع المتقابلين المستحيل لانه يكون اذا كانا كلاهما بحسب نفس الامر وهذا أيضا يرجع الى ان كليهما يؤخذان بالاعتبار الاول من تلك الاعتبارات الثلاثة.
اقول : هذا بعيد عن ظاهر المصنف لان ظواهر الالفاظ يستفاد منها الواقعيات وإرادة الفرضيات يحتاج الى قرينة صارفة ظاهرة وليس منها شيء فى كلام المصنف رحمهالله فالموجه احد القولين الآخرين وقول الشارح العلامة اقوى لان الاجتماع فيما نحن فيه منصرف الى اجتماعهما فى محل واحد واصح لان الضمير المثنى فى يجتمعان يرجع الى الوجود والعدم المطلقين اى اخذهما بالاعتبار الاول وارجاعه الى مفهوم الوجود والعدم المطلق او مفهوم العدم والوجود المطلق اى اخذ احدهما بالاعتبار الثالث واخذ الاخر بالاعتبار الاول خلاف الظاهر.