فانه اذا علم ان زيدا حي ثم مات لا يتغير حينئذ الانسبة الحضور ، ففى الاول يحضر عنده زيد مع الحياة وفى الثانى يحضر عنده مع الموت ، فلا جهل ولا تغير الا فى المعلوم ونسبته.
قول الشارح : كالقدرة التى تتغير الخ ـ اعلم ان الصفات ثلاثة اصناف : الحقيقية المحضة كالحياة والاضافية المحضة كالابوة والحقيقية ذات الاضافة ، وهذه الاخيرة قسمان : ما لا يتغير بتغير المضاف إليه كالقدرة وما يتغير بتغيره كالارادة ، والعلم ان كان حضوريا فكالقدرة وان كان حصوليا فكالارادة.
قول الشارح : لانها امور اعتبارية ـ قد مر بيان ذلك فى المسألة الثالثة من مبحث المضاف من مباحث الاعراض.
قول الشارح : وإلا لجاز ان لا يوجد ـ هذا بيان الملازمة ، اى وان لم يجب الحادث الّذي تعلق به العلم قبل حدوثه لجاز ان لا يوجد.
قول الشارح : فينقلب علمه تعالى جهلا ـ هذا مغالطة لان الانقلاب لا يتفرع على الامكان ، بل يتفرع على ان لا يوجد الحادث.
قول الشارح : والجواب ان اردتم الخ ـ توضيحه ان الوجوب الّذي ادعيتم لزومه للحادث يتصور على ضروب أربعة : الاول الوجوب الذاتى ، وهذا باطل بالبديهة لان الحادث الممكن لا ينقلب واجبا بالذات على اى حال ، الثانى الوجوب بالغير السابق على وجود الحادث ، وهذا باطل أيضا لانه يأتى من قبل العلة التامة والعلم ليس علة تامة للمعلوم ، الثالث الوجوب اللاحق بالحادث ، وهو باطل كذلك اذ لا دخل للعلم ولا لشيء آخر فى هذا الوجوب بل هو يعتبر للشىء ما دام موجودا ، فالملازمة على هذه الفروض ممنوعة ، الرابع وجوب مطابقة المعلوم للعلم ، وهذا الوجوب انما هو من المعلوم للعلم لا من العلم للمعلوم فان العلم اذا كان صحيحا وجب ان يطابق المعلوم سواء كان مقدما عليه أم لا ، وهذا معنى اصالة المعلوم وتبعية العلم الّذي مر فى المسألة الرابعة عشرة من مبحث العلم من مباحث الاعراض ، وعلى هذا الفرض فبطلان التالى ممنوع.