فتخصيص بعضها بالايجاد دليل على خصوصية فى الفاعل الموجد ، بها اختار ايجاد بعض الانواع والافراد دون بعض ، وتلك الخصوصية تسمى بالارادة ، وليست بالعلم والقدرة وغيرهما من اوصاف الذات لان نسبة كل منها الى جميع الممكنات سواء ، فلا يتصور كونها مخصصة لبعضها.
الثانى انه قال : فى وقت ، وهذا الظرف متعلق بقوله : بالايجاد يعنى انه تعالى اوجد كلا من الممكنات التى اوجدها فى وقت وهذا التخصيص الوقتي يدل على تلك الخصوصية كالتخصيص الايجادى.
ثم ان الدليل النقلى على كونه تعالى مريد الكتاب والسنة واجماع المسلمين بل اهل الملل اجمعين ، وقال الشيخ المفيد رحمهالله فى اوائل المقالات : واقول ان الله تعالى مريد من جهة السمع والاتباع والتسليم على حسب ما جاء فى القرآن ، ولا اوجب ذلك من جهة العقول ، انتهى ، ومراده رحمهالله ان اطلاق المريد عليه تعالى لما ورد فى السمع ، ولو لا ذلك لا يستقيم اطلاقه عليه تعالى بالمفهوم الّذي عندنا. الا بصرفه الى مفهوم العلم او الاحداث على ما يأتى بيانه عن قريب إن شاء الله تعالى.
قول الشارح : اختلفوا فى معناه الخ ـ انما تعرض لاقوال الاقوام فى معنى الإرادة وتحديدها ذيل هذا الكلام من المصنف مع انه بيان لهليتها البسيطة لما فيه من الاشارة الى تفسيرها بالمفهوم ، وهو ان الإرادة صفة مخصصة للشىء بالايجاد.
قول الشارح : على معنى ان علمه الخ ـ اى ان ارادته تعالى هى علمه بما فى فعله من المصلحة الداعية الى الايجاد ، فالداعى هو علمه تعالى بما يصدر عنه بهذا الاعتبار ، فلا يرد عليه انه لا شيء من العلم له شأن التخصيص لانه تابع ونسبته الى الجميع وجميع الاوقات سواء وكل إرادة لها شان التخصيص فلا شيء من العلم بشيء من الإرادة لان الّذي ليس له شان التخصيص هو مطلق العلم والّذي له شان التخصيص هو العلم بالشيء بما ان فيه مصلحة ، ولا بأس بان يكون المقيد واجدا لخصوصية لم تكن للمطلق ، فتامل.