بانه تعالى عالم بها واما وصفه بالسميع والبصير دون غيرهما مع تساوى الجميع فلانهما الطف الحواس واقربها من الادراك العقلى ، ومع ذلك يريدون بهما فى حقه تعالى العلم بالمبصرات والمسموعات لا معناهما الاصلى ، واما القائلون بالتجسم فيريدون فى حقه تعالى معناهما الاصلى اى الاحساس.
وقال اللاهيجى فى كوهر مراد ما حاصله : ان اطلاق السميع والبصير عليه تعالى دون غيرهما لانه يوهم التجسم لان فى مفهوم سائر الاحساسات يعتبر ملاصقة الحاس للمحسوس دون السمع والبصر ، فلا محظور فى اطلاقهما عليه تعالى وإرادة انه عليم بالمسموعات والمبصرات دون غيرهما ، وقال بهذا الوجه الشارح محمد البهشتى الأسفراييني فى شرحه على التجريد ، والحكيم السبزوارى فى اسرار الحكم احتمله مع عدم الجزم به.
اقول : ويمكن ان يقال أيضا : لان يوصف تعالى بهما دخل فى الانذار دون غيرهما.
قول المصنف : والعقل على استحالة الآلات ـ وكذلك النقل كثيرا ، منه ما رواه الكلينى رحمهالله فى الكافى باب صفات الذات والصدوق رحمهالله فى التوحيد باب صفات الذات والافعال عن محمد بن موسى بن المتوكل رحمهالله عن على بن ابراهيم عن ابيه عن العباس بن عمرو عن هشام بن الحكم ، قال فى حديث الزنديق الّذي سال أبا عبد الله عليهالسلام انه قال له : أتقول انه سميع بصير ، فقال ابو عبد الله عليهالسلام : هو سميع بصير ، سميع بغير جارحة ، وبصير بغير آلة ، بل يسمع بنفسه ويبصر بنفسه ، وليس قولى : انه يسمع بنفسه انه شيء والنفس شيء آخر ، ولكنى اردت عبارة عن نفسى اذ كنت مسئولا وافهاما لك اذ كنت سائلا ، فاقول : يسمع بكله ، لا ان كله له بعض ، ولكنى اردت افهامك والتعبير عن نفسى ، وليس مرجعى فى ذلك الا الى انه السميع البصير العالم الخبير بلا اختلاف الذات ولا اختلاف المعنى.
ثم الدليل العقلى على استحالة الآلات عليه فى ادراكه تعالى لزوم الجسمية والحاجة.