من الدور المصطلح بل سماه بعض بالدور النفسى لان الدور فى التصورات هو توقف حصول كل من المعنيين فى النفس على الاخر وفى التعريف الاول ليس لنا معنيان اذ الوجود والثبوت المأخوذ فى التعريف بمعى واحد واما التعريف الثانى فمشتمل على الدور لان الامكان والاخبار ان احتاجا الى التحديد فيحدان بالاخرة بالوجود فتحديد الوجود بهما دور ظاهر واما سائر التعاريف كقولهم : الموجود هو الّذي يكون فاعلا او منفعلا والمعدوم هو الّذي لا يكون فاعلا ولا منفعلا وقولهم : الموجود ما ينقسم الى الفاعل والمنفعل والمعدوم ما لا ينقسم إليهما وقولهم : الموجود ما ينقسم الى الحادث والقديم والمعدوم ما لا ينقسم إليهما فهى أيضا مشتملة على الدور.
قول المصنف : اذ لا شيء اعرف من الوجود ـ هذه كبرى لقياس من الشكل الثانى صغراه المعرف الحقيقى لا بد ان يكون اعرف من المعرف فاذا ضم إليها لا شيء اعرف من الوجود ينتج لا شيء من المعرف الحقيقى للوجود فكل ما فرض معرفا للوجود فهو لفظى لا حقيقى والصغرى من هذا القياس مبينة فى المنطق واما الكبرى فبينها الشارح رحمهالله بقوله : اذ لا معنى اعم منه فان الاعمية ملزومة للاعرفية.
قوله : والاستدلال بتوقف التصديق بالتنافى عليه ـ هذا هو الوجه الاول وباقى الكلام هو الوجه الثانى وقوله : عليه متعلق بالتوقف والضمير المجرور يرجع الى التصور وقوله : باطل خبر للاستدلال وكون باقى الكلام وجها واحدا يقتضي ان يكون قوله : عدم تركيب الوجود معطوفا بالواو كقوله : ابطال الرسم لان الواو للجمع او يكون ابطال الرسم أيضا معطوفا بأو كما فى الشرح القديم وشرح القوشجى حتى يكون فى الكلام شقوق ثلاثة لوجه واحد هى التعريف بالنفس او بالاجزاء او بالامور الخارجة على ما فى كلام الشارح العلامة وعلى ما فى كلام الفخر الرازى نفسه فى المباحث المشرقية حيث قال : واما بيان ان الوجود لا يمكن تعريفه فلان تعريفه اما ان يكون بنفسه او بما يكون داخلا فيه او بما يكون خارجا عنه انتهى ثم اخذ فى بيان استحالة كل من الشقوق نحو ما فى هذا الشرح فالعطف بالواو سهو من قلم الناسخين واصرار صاحب الشوارق على ان العطف بالواو لا وجه له.