( سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ إِلاَّ عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ ) ،
وقال المفيد رحمهالله فى اوائل المقالات فى مبحث القول فى الصفات : انه لا يجوز تسمية البارى تعالى الا بما سمى به نفسه فى كتابه او على لسان نبيه صلىاللهعليهوآله او سماه به حججه من خلفاء نبيه وكذلك اقول فى الصفات ، وبهذا تطابقت الاخبار عن آل محمد صلىاللهعليهوآله ، وهو مذهب جماعة من الامامية وكثير من الزيدية والبغداديين من المعتزلة كافة وجمهور المرجئة واصحاب الحديث الا ان هؤلاء الفرق يجعلون بدل الامام الحجة فى ذلك الاجماع ، انتهى.
اقول : اعلم ان التوصيف اعم من التسمية لانه يكون بالاسناد مطلقا ، واما هى فانما تكون بالاسم مع قصد الوضع فالتسمية قسم من التوصيف ، وفى حديث رواه الصدوق رحمهالله فى التوحيد فى الباب التاسع والعشرين والكلينى رحمهالله فى باب حدوث الاسماء من الكافى عن محمد بن سنان ، قال سألته عن الاسم ما هو ، قال : صفة لموصوف ، ولا شبهة فى جواز التوصيف بالمشتق الّذي نبنيه من الفعل الّذي اسند إليه تعالى فى الشرع فيقال مثلا : انه تعالى معلم آدم ، مستهزئ المنافقين وان لم يرد عينه فى لسانه ، واما التسمية والدعاء به فمشكل ، وذهب الى الجواز ابو على الجبائى على ما ذكره الأسفراييني فى التبصير فى الدين والكيلانى فى ذيل الملل والنحل.
ثم لا شبهة أيضا فى التسمية والتوصيف بالمرادف لما ورد عن اصحاب الوحى سلام الله عليهم وان كان اللفظ غير عربى ، والنزاع ليس فى اللفظ وان اوهم ذلك بعض الكلمات ، بل فى المعنى الّذي يوصف تعالى به باى لفظ كان ، فان ورد عن الحجة توصيفه به فلا مانع من توصيفنا اياه باى لفظ اتفق الا ان يكون بين اللفظين فرق من جهة خصوصيات المعنى بعد الاشتراك فى اصله كالمحب والعاشق.
ثم انه لا شبهة فى عدم جواز توصيفه تعالى بما لم يرد عن الشرع ولم يدل على صحته العقل كقول بعض الجهال من المسلمين وغيرهم : انه جسم او صورة تعالى عن ذلك ، وانما النزاع فى جواز توصيفه بما لم يرد عن الشرع ودل على صحته العقل فالحق عدم الجواز لعظم الخطر ولعدم احاطة العقل بجميع جهات المعنى وادراكه كنه