قول الشارح : كما فى حق الواجب تعالى الخ ـ هذا ما اشار إليه المصنف بقوله : كالواجب ، وهو نقض اورده على الاشعرى بان الواجب تعالى يجب عنه الفعل مع الداعى ، فلو كان وجوب الفعل مع الداعى يخرج الفاعل عن كونه قادرا مختارا لزم ذلك فيه تعالى ، واجاب الخصم عن ذلك بامور باطلة ذكرها القوشجى ، لا جدوى فى ذكرها.
قول الشارح : وبه اجابوا عن الشبهة الخ ـ اى بجواز الترجيح بلا مرجح ، والشبهة هى امتناع حدوث العالم زمانا كما اشار المصنف الى جوابها بقوله : والحدوث اختص بوقته الخ ، وشرحها الشارح مع جوابها فى المسألة السادسة من الفصل الثالث من المقصد الثانى.
قول الشارح : ان العبد لو كان موجد الافعال الخ ـ هذا الكلام مختلس عما نقل من ان الجعد بن درهم جعل فى قارورة ماء وترابا فاستحال دودا وهوام ، فقال لاصحابه : انا خلقت ذلك لانى كنت سبب كونه ، فبلغ ذلك جعفر بن محمد عليهماالسلام ، فقال : ليقل : كم هى ، وكم الذكران منه والاناث ان كان خلقه ، وكم وزن كل واحد منهن ، وليأمر الّذي سعى الى هذا الوجه ان يرجع الى غيره ، فانقطع وهرب ، نقله فى البحار من كتاب الغرر للسيد المرتضى رضياللهعنه ، والجعد بن درهم كان استاد جهم بن صفوان وكان زنديقا ملحدا مبتدعا ، والعجب من هذا الاستاد البالغ نهاية التفويض وهذا التلميذ البالغ نهاية الجبر ، لعنهما الله ، وعما جرى بين الصادق عليهالسلام وابن ابى العوجاء على ما روى الصدوق رحمهالله فى التوحيد باب حدوث العالم عن مروان بن مسلم قال : دخل ابن ابى العوجاء على ابى عبد الله عليهالسلام فقال : أليس تزعم ان الله خالق كل شيء ، فقال ابو عبد الله عليهالسلام : بلى ، فقال : انا اخلق ، فقال له : كيف تخلق ، فقال : احدث فى الموضع ثم البث عنه فيصير دواب ، فاكون انا الّذي خلقتها ، فقال ابو عبد الله عليهالسلام : أليس خالق الشيء يعرف كم خلقه ، قال له : بلى ، قال : فتعرف الذكر منها من الانثى ، وتعرف كم عمرها ، فسكت.