اقول : كلامه عليهالسلام لا يدل على ان كل فاعل يجب ان يعلم تفاصيل فعله ، بل يدل على ان من ادعى انه يخلق كما يخلق الله تعالى يجب ان يعلم خلقه كما يعلم ويتصرف فيه كما يتصرف ، مع انهما لم يكونا فاعلين لتلك الدود والدواب اصلا.
قول المصنف : ومع الاجتماع الخ ـ المراد بالاجتماع اجتماع ارادتين المستتبع لاجتماع تعلقى قدرتين ، لا اجتماع قدرتين على شيء من دون ارادته ، وكذا قول الشارح : اجتماع قادرين اى قادرين مريدين ، فلذلك قال المصنف : يقع مراده وقال الشارح فى بيان بطلان التالى : فلانه لو اراد الله الخ لان اجتماع قدرتين بدون التعلق والإرادة غير متصور.
قول الشارح : وهذا هو المرجح ـ قال الفخر الرازى فى الاربعين : الحجة الرابعة لو كانت قدرة العبد صالحة للايجاد فاذا اراد الله تسكين جسم واراد العبد تحريكه فاما ان يقع المراد ان أو لا يقع واحد منهما وهما محالان ، او يقع مراد الله تعالى دون مراد العبد وهو أيضا محال لان الله تعالى وان كان قادرا على ما لا نهاية له والعبد ليس كذلك الا ان ذلك لا يوجب التفاوت بين قدرته تعالى وقدرة العبد فى هذه الصورة لان الحركة الواحدة والسكون الواحد ماهية غير قابلة للقسمة والتفاوت بوجه من الوجوه واذا كان المقدور غير قابل للتفاوت لم يكن القدرة على مثل هذا المقدور قابلة للتفاوت فيمتنع ان يكون قدرة الله تعالى على ايجاد هذه الحركة اقوى من قدرة العبد على ايجاد السكون.
اقول : تعالى الله عما قال وويل للذين هذا امامهم وليضحك الثكلى من استدلاله بعدم التفاوت بين الحركة والسكون وعدم قبولهما القسمة على عدم التفاوت بين قدرتى القادرين المريدين لهما مع ان عدم قبول القسمة والتفاوت فى الحركة غير معقول.
قول الشارح : ان الفاعل يجب ان يخالف الخ ـ قد مر تفصيل هذا المطلب فى المسألة السابعة والتاسعة من الفصل الثالث من المقصد الاول ، لكن الاشاعرة غلطوا فى الصغرى.