بالسيد المرتضى وعلم الهدى ، هذا واخوه ابو الحسن محمد الملقب بالسيد الرضى سلام الله عليهما امرهما فى الفضائل والعلوم اشهر من ان يذكر.
قول المصنف : فان كان المظلوم الخ ـ بل كل من استحق عوضا يعطاه فى الآخرة كما اطلقه الشارح سواء كان مظلوما أم لا.
وحاصل الكلام هنا ان العوض لمن فى الجنة اما دائم بالاستحقاق او منقطع بالاستحقاق ، وعلى الثانى اما ان يديمه الله عز وجل فضلا منه ابدا أو لا ، وعلى الفرض الاخير فلا بد ان يكون انقطاعه غير متبين له حتى لا يحزن به لان الجنة دار سرور وبهجة لا يليق بها الحزن والالم.
اقول : ان المعتزلة قاسوا نعيم الجنة بنعيم الدنيا وملأوا كتبهم من هذه الكلمات فحكموا باحكام لا تليق بتلك الدار ، والمصنف رحمهالله جرى فى هذه المباحث مجراهم وقد قال الله تعالى : ( وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ ) ، وقال تعالى : ( قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) ، فالمناط فى الخلود وابدية البهجة والسرور والنعمة والحبور هو فضل الله تعالى ورحمته والا فثواب اعمالنا واعواضنا لا يفى بشطر من ذلك وان بلغ ما بلغ لامتناع وفاء المتناهى بغير المتناهى ، فحيث ان الفضل بيده وقد وصفه فى كتابه بالعظم وامر بتبشير المؤمنين بان لهم من الله فضلا كبيرا فلا معنى لانقطاع ما يتفضل على عباده فيها باى وجه كان.
قول المصنف : وان كان من اهل العقاب الخ ـ اى وان كان من له العوض من اهل العقاب اسقط الله تعالى بدل اعواضه جزءا من العقاب بحيث لا يظهر له تخفيف العذاب فلا يحصل له السرور بحصول التخفيف بان يفرق الله تعالى القدر الناقص الّذي اسقطه من عذابه على الاوقات المتعددة ، قال القوشجى : وفى بعض النسخ : بحيث يظهر له التخفيف وهو سهو من قلم الناسخ.
اقول : والحق ذلك وان لم يكن من قلم المصنف اذ لا دليل على وجوب خفاء