لان كل من كان بعد ظهوره بالنبوة فى زمنه صلىاللهعليهوآله او نشأ بعده فى جمع من الآدميين الى اليوم انما نشأ فى فضوة تسامع خبره وادعائه ، كأنّ الارض طور والآذان يدقها صوت دعوته من جميع الجهات وشخصه مستور عن الابصار.
الثانية انه صلوات الله عليه وآله اتى بهذا القرآن الّذي فى ايدى الناس ، وهذه كسابقتها ثابتة بما فوق التواتر.
الثالثة ان هذا القرآن كتاب من عند الله تعالى انزله عليه معجزا له طبقا لدعواه لانه تحدى به بالتحدى الموجود فى القرآن فصحاء العرب بل الناس كلهم بل الجن والانس ، ودعاهم تعجيزا الى المباراة والمعارضة بالمثل ولو بان يأتوا بسورة من مثله ، فما قدروا على ذلك وامتنع منهم الاتيان به لانهم لو قدروا على ذلك اتوا به لتوفّر دواعيهم على اطفاء نوره واسكاته عن دعوته ، فاختار بعضهم القراع بالسهام والسيوف واراقة الدماء وبذل الانفس والارواح واسارتهم واسارة نسائهم والاطفال واثارة الفتن الهائلة ، وبعضهم الاسلام كرها على المعارضة بالاتيان لعجزهم عن ذلك ، وآخرون عرفوا الحق فاتبعوه ، فلو كان الاتيان بالقرآن امرا عاديا لا من عند الله بخرق العادة لاتى بمثله او بعضه الى اليوم احد من الذين كان همهم اطفاء نوره وابطال دعوته ، هذا اصل كون القرآن اعجازا ، واما وجه كونه اعجازا فياتى إن شاء الله.
الرابعة ان كل من كان كذلك فهو نبى من عند الله تعالى لان اظهاره تعالى المعجزة على يد الكاذب قبيح وهو تعالى منزه عنه ، ولا يخفى ان المنكرين للحسن والقبح العقليين اضطربوا فى اثبات هذه المقدمة ، فلا بد لهم ان يرجعوا الى المذهب الحق.
قول المصنف : غيره ـ عطف على القرآن.
قول المصنف : يدل على نبوته ـ اما القرآن فيدل عليها لكل احد فى كل عصر ، واما غيره كشق القمر مثلا فيدل عليها لمن حضره وشاهده ، واما الغائب فلا ، نعم يمكن التأييد والاعتضاد به لمن يسمعه نقلا ،
قول المصنف : يعضده ـ اى يعضد القرآن من حيث الاعجاز ، ولا تهافت بين