ورسوله ووصى رسوله صلوات الله عليه وآله ولذلك قعد الوصى عن حقه ، واذ قيل للغابرين : لم اتبعتم ذلك قالوا : كذلك فعلت السالفة وهذا صريح فى تقليدهم اياهم وان ابوا عن الاعتراف به ، واذ قيل لهم : لم وضعتم عقيدتكم على اساس فعالهم قالوا : هل يتصور فى اصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله الاتفاق على الباطل ، والمطلع المصنف قد علم ان الاتفاق لم يتحقق ورسول الله صلىاللهعليهوآله قد كان ينص على ان جماعة منهم يرتدون على اعقابهم ولا يرونه يوم القيامة ويجلون عن حوضه ويقول : يا رب اصحابى فيقول الله تعالى : هل شعرت ما عملوا واحدثوا بعدك.
والعاقل يكفيه التأمل فى ان الامر لو كان كما يقولون لم يكن لله على الناس حجة بعد الرسول صلىاللهعليهوآله لان الامر موكول على زعمهم الى الامة وليس بعض منهم حجة على بعض ، وكان لكل احد ان يأخذ بالقرآن ويذهب سبيله بحسب فهمه ورأيه واجتهاده وعقله او يقلد من يهواه من اهل العلم ، ولم يكن من فرق الامة هالكة مع ان النص والاجماع دالان على ان فرقة منهم ناجية والباقية هالكة ، ولم يكن لله تعالى ان يقول يوم القيامة لعبده : لم اخذت هذا المذهب وتركت ذلك المذهب لان العبد يجيب ويقول : يا رب انك لم تنصب لعبادك بعد نبيك طريقا وعلما ، بل كان بينهم كتابك وانى رأيت ان كلا منهم يجرى على كتابك بحسب فهمه وعقله وانى جريت عليه كذلك لان عقلى حجة عليّ دون عقل غيرى فيحج الله عز وجل ويخصمه تبارك وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا ولله الحجة البالغة على الناس.
هذا مع ان النصوص الجلية المتواترة الكثيرة عن النبي صلىاللهعليهوآله على خلافة امير المؤمنين عليهالسلام وإمامته كما يأتى بعضها فى الكتاب لا تبقى مجالا لهذه المباحث.
ثم السر فى انحراف من انحرف عن الطريقة وعدل عمن نصبه الله تعالى علما للامة عدم قدرهم للدين حق قدره فرضوا بان يكون زمامه بيد كل جاهل وفاجر ، بل ما قدروا الله حق قدره فحسبوه جسما فى ذاته او مركبا فى حقيقته بصفاته او ظالما فى افعاله بعباده او مرئيا فى جهاته او عاجزا على ما اقدر عباده عليه او عابثا فى ارادته