لما حضرت رسول الله صلىاللهعليهوآله الوفاة دعا العباس بن عبد المطلب وامير المؤمنين عليهالسلام فقال للعباس : يا عم محمد تاخذ تراث محمد وتقضى دينه وتنجز عداته؟ فرد عليه فقال : يا رسول الله بابى انت وامى انى شيخ كثير العيال قليل المال ، من يطيقك وانت تبارى الريح ، قال : قال : فاطرق صلىاللهعليهوآله هنيئة ثم قال : يا عباس أتأخذ تراث محمد وتنجز عداته وتقضى دينه ، فقال : بابى انت وامى أني شيخ كثير العيال قليل المال وانت تبارى الريح ، قال : اما انى ساعطيها من يأخذها بحقها ، ثم قال : يا على يا اخا محمد اتنجز عدات محمد وتقضى دينه وتقبض تراثه ، فقال : نعم بابى انت وامى ذاك على ولى الخ ، فحسب انه يمكنه ان يجرى على ما عرض عليه النبي صلىاللهعليهوآله بعد وفاته بالشرط ، واما لجهله بالحكم اصلا ، وامير المؤمنين عليهالسلام لم يردعه ببيان الحكم ليأتى بما هو احسن تأثيرا فى النفوس واقوى فى ردعه عما ادعاه ، او كانت منازعته فى الصورة رجاء ان يرتدع الظالمون عما ارتكبوا لمشاهدة تلك الآيات.
قول الشارح : لم يجز لهم ذلك ـ اى لم يجز لفاطمة عليهاالسلام ادعائها لها وقولها : أترث اباك ولا إرث ابى لقد جئت شيئا فريا ، ولا لعلى عليهالسلام امساك تلك الاشياء ، ولا للعباس المنازعة.
قول الشارح : وذلك يدل على انه الخ ـ لانه تمسك تارة لمنعها عليهاالسلام عن ارثها بان النبي صلىاللهعليهوآله قال : ما تركناه صدقة ، واخرى بانه قال : ما تركه كان لولى الامر بعده ، وهذان متنافيان.
قول الشارح : مع انها معصومة ـ لآية التطهير وغيرها ، ولا يطلب من المعصوم شاهد لادعائه مع ان العصمة اسد واقوى من شهادة العدول لانها يعتريها احتمال الخطاء والعصمة لا يعتريها.
قول الشارح : ومع علمه بانها من اهل الجنة ـ اظن ان هذه العبارة راجعة الى أمّ ايمن رضوان الله عليها ، وحقها ان تذكر بعد قوله : واستشهدت عليا وأمّ ايمن ، وقدمها الناسخ خطاء ، لان شأن فاطمة سلام الله عليها اجل من ان يقال فى حقها هذا