قول المصنف : فى المعاد ـ هو يأتى فى اللغة مصدرا واسم زمان ومكان ، والعود فى اللغة رجوع الشيء الى ما كان أولا بعد مفارقته عنه كقوله تعالى : ( لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ ) ، ويأتى أيضا بمعنى صيرورة الشيء الى مكان او حالة او غيرهما لم يكن فيه كقول العرب : عاد من فلان مكروه اى صار منه إليّ ، وفى الاصطلاح مأخوذ من المعنى الاول لتعلق النفس بالبدن بعد مفارقتها عنه ، ويمكن ان يكون مأخوذا من الثانى لان الانسان يصير الى الدار الآخرة ، وهذا المعنى يستقيم على القول بالمعاد الروحانى والجسمانى والمعادين معا على ما يأتى تفصيله إن شاء الله تعالى ، واما المعنى الاول فلا ينطبق على القول بالروحانى فقط وعلى كل فالاقرب انه المصدر فى استعمال الباحثين وان احتمل اسم مكان.
قول المصنف : والوعد والوعيد ـ هما مصدران فى اصل اللغة بمعنى واحد ، هو ان يقول احد لاحد انى سأفعل لك كذا سواء كان جزاء أم لا ، ولكن فى العرف اختص الاول بفعل الخير والثانى بفعل الشرّ كالموعد والايعاد.
قال الشاعر :
وانى اذا او عدته او وعدته |
|
لمخلف ايعادى ومنجز موعدى |
وفى الاصطلاح اخباره تعالى بان الثواب فى الآخرة للمطيعين وان العذاب فيها للعاصين كقوله تعالى : ( وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ ) الخ ، وقوله تعالى : ( وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ ) الخ.
قول المصنف : وما يتصل بذلك ـ من امكان خلق عالم آخر ، وفناء العالم ، ووجوب البعث ، وما يستحق به الثواب والعقاب ، ووجوب دوامهما ، وبطلان التحابط ، وانقطاع العذاب عن المؤمن المرتكب للكبيرة ، ووقوع عفو الله تعالى ، والشفاعة ، ومباحث التوبة ، وعذاب القبر ، والميزان ، والصراط ، والحساب ، وتطاير الكتب وتفسير الايمان والكفر ، ووجوب الامر بالمعروف والنهى عن المنكر.