قول المصنف : لانه ان قام بذاته الخ ـ اى ان كان الفناء جوهرا لا يضاد الجوهر وان كان عرضا لا يضاد محله ، بل يمكن ان يضاد عرضا آخر حالا فى ذلك المحل لان التضاد كون الامرين الوجوديين بحيث لا يجتمعان فى موضوع واحد ويتعاقبان عليه ، والجوهر لا موضوع له ، فهو يختص بالعرضين ، لا يعقل بين جوهرين ولا بين عرض وجوهر.
ان قلت : هذا احد الاطلاقين فى التضاد ، وقد يطلق على بعض الجواهر باعتبار وحده المحل الّذي هو اعم من الموضوع كما صرح المصنف به فى تلك المسألة ، فان الصورة الهوائية مثلا جوهر تضاد الصورة المائية وتعاقبها على المادة ولا تجتمع معها فيها ، فمراد القوم بالتضاد لعله هذا المعنى ، فاذا قالوا : ان الفناء جوهر اذا وجد فى الخارج بطلت صور الجواهر وان لم يكن بينهما تضاد بذلك المعنى فما الجواب عنه ، قلت : أولا ان الجواب ثالث الادلة فى كلام المصنف ، وثانيا ان الحكماء حصروا الجوهر فى خمسة والمتكلمون قالوا : ليس الجوهر الا الجسم ، وبعضهم قائل بالنفس المجردة ، والفناء ليس احدا منها بالبديهة ، وثالثا انهم لم يصرحوا بان الفناء جوهر ، ولو قال قائل منهم فهو مردود بالدليل الثانى أيضا.
قول الشارح : فذهبوا الى ان الاعدام الخ ـ اى الى ان انعدام الشيء ليس باعدام الفاعل اياه الّذي هو تفريق الاجزاء فيما يجب الحكم عليه بالعود يوم القيامة بل اعدام كل شيء بخلق ضد له هو الفناء ، واصحاب هذا المذهب بعد اتفاقهم على ان انعدام الجوهر بخلق الفناء اختلفوا اختلافات اكثر مما نقله الشارح هاهنا ، لا تليق بالذكر لان اقوالهم كاقوال الاشاعرة القائلين باثبات البقاء او غيره على ما يأتى تفصيله كلها خرافات وخبالات ، من اراد الاطلاع عليها يراجع مقالات الاسلاميين وغيره من كتب المذاهب.
قول الشارح : قال ابن الاخشيد الخ ـ قال ابن النديم فى الفهرست هو ابو بكر احمد بن على بن معجور الاحشاد ، من افاضل المعتزلة وصلحائهم وزهادهم ، وكانت له ضيعة منها مادته ، وكان نصف اكثر ما يحمل إليه منها الى العلم واهله ، ومع ذلك كان