الدخول فى الوجود كما ان الصورة المائية لا تمنع الصورة الهوائية عن الحلول فى مادتها ، وكلون الحمرة يشغل موضوع الصفرة فى بعض الفواكه ، قلت : ان ذلك كله بمعونة الغير ، وهم لا يقولون فى الفناء كذلك ، وان قالوه قلنا : فالاعدام يكون بذلك الغير ، ووجود الفناء وتأثيره موهوم.
قول الشارح : لما تقدم ـ فى المسألة الثالثة مشيرا إليه بقوله : على تقدير القول بعدم دخول الحادث فى الوجود.
قول الشارح : اما ان يكون الخ ـ لان الموجود فى الخارج ليس خارجا منهما.
قول الشارح : والا لم يوجد الجواهر ـ على فرض قولكم بانه ضد لها.
قول الشارح : وذلك يعطى امكانه الخ ـ اى فاذا لم يكن واجب الوجود بذاته فهو ممكن ان فرضناه موجودا فى الخارج كما تقولون ، ولكن الثانى اى كونه موجودا ممكنا باطل أيضا لانه حينئذ يصح عليه العدم ، فعدمه ان كان لذاته فهو ممتنع الوجود بعد ما فرضناه ممكن الوجود ، فهذا خلف ، ان التزمتم به التزمتم بانقلاب حقيقته ، وان كان عدمه بالفاعل فليكن عدم سائر الممكنات بالفاعل كما هو الحق ، فبطل بذلك اصل دليلكم لعدم الفرق بين هذا الموجود الممكن وغيره من حيث قبول العدم ، وان كان عدمه بفناء آخر ننقل الكلام فى ذلك ، فيلزم التسلسل.
ويمكن تقرير هذا الدليل على وجه آخر ، وهو ان الفناء حين وجوده اما واجب بذاته فهذا يستلزم انقلاب حقيقته من الامكان الى الوجوب الذاتى لانه قد كان معدوما من قبل والا لم يكن ما فرضناه فانيا به موجودا اصلا ، واما ممكن يصح عليه العدم والوجود ، فعدمه اما لذاته ، فهذا أيضا انقلاب من الامكان الى الامتناع الذاتى ، وعلى اى حال فالانقلاب هذا محال لما مر فى المسألة الرابعة والعشرين من الفصل الاول من المقصد الاول ، واما عدمه لغيره ، فذلك الغير اما الفاعل او انتفاء شرط لوجوده ، فهذا ترك للمدعى رأسا لعدم الفرق بين هذا الممكن وغيره فى ذلك ، واما فناء