على الحصى فقال قنبر : يا مولى الا افرش لك ثوبى تحتك ، فقال : لا ، ان هى الا تربة مؤمن او مزاحمته فى مجلسه ، فقال الاصبغ بن نباتة : اما تربة مؤمن فقد علمنا انها كانت او ستكون ، فما معنى مزاحمته فى مجلسه ، فقال : يا ابن نباتة ان فى هذا الظهر ارواح كل مؤمن ومؤمنة فى قوالب من نور على منابر من نور.
الثالث ما رواه أيضا فى ذلك الكتاب والباب ص ٢٦٨ عن الكافى بالاسناد الى ابى ولاد الحناط عن ابى عبد الله عليهالسلام ، قال : قلت له : جعلت فداك يروون ان ارواح المؤمنين فى حواصل طيور خضر حول العرش ، فقال : لا ، المؤمن اكرم على الله من ان يجعل روحه فى حوصلة طير ، لكن فى ابدان كابدانهم.
الرابع ما رواه فى ص ٢٦٩ عن الكافى بالاسناد الى ابى بصير عن ابى عبد الله عليهالسلام ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن ارواح المؤمنين ، فقال : فى حجرات فى الجنة ، يأكلون من طعامها ويشربون من شرابها ، ويقولون : ربنا اقم لنا الساعة وانجز لنا ما وعدتنا ، والحق آخرنا بأولنا.
الخامس ما رواه فى ص ٢٧٠ عن الكافى عن ابى بصير ، قال : قلت لابى عبد الله عليهالسلام : انا نتحدث عن ارواح المؤمنين انها فى حواصل طير خضر ترعى فى الجنة وتأوى الى قناديل تحت العرش ، فقال : لا ، اذا ما هى فى حواصل طير ، قلت : فاين هى ، قال : فى روضة كهيئة الاجساد فى الجنة.
ثم ان الارواح هكذا باقية فى عالم البرزخ حتى يحكم الله تعالى على الدنيا وما فيها بالموت والفناء بل على سائر الاشياء من ذوات الحياة والارواح وغيرها من السماوات واهلها وما دونها على كيفية وردت فى الآيات والاخبار التى ذكرنا من قبل بعضها الا من شاء الله تعالى.
ثم يمضى الامر هكذا احيانا وذلك بين النفختين ، ثم اعيدت الاشياء كما بدأها مدبرها ، فارض غير هذه الارض وسماء غير هذه السماء ، فيرد الارواح الى الابدان ، فيشرع فى امور القيامة من السؤال والحساب والميزان وغيرها ، ففريق فى الجنة وفريق فى السعير.