مِنْها عَمُونَ ) ، وتدارك العلم هو تحققه بحيث يكون المعلوم وجدانيا لا يمكن الشك فيه كما ندرك ما فى ذواتنا الآن ، وهذا العلم غير حاصل لنا بامور الآخرة ونحن فى هذا العالم ، فالواجب الايمان بما اخبر الّذي ثبت صدقه بالبينات ، فالعوالم كثيرة ، وبعضها فى بعضها متداخلة ، وجوهر الروح لصفائه وتجرده ولطافته يمكنه التلبس والاكتساء باذن الله عز وجل بحقيقة كل عالم دخل فيه ليتمكن من البقاء فيه والمفاعلات والمداركات مع ما فيه.
فالحق ان الروح تتعلق بعد مفارقة هذا البدن بقالب كقالبها الدنيوى من حيث المشاهدة من سنخ حقيقة ذلك العالم التى لما ندركها ونحن فى هذا العالم ، والشاهد على ذلك احاديث نذكر منها عددا :
الاول ما رواه المجلسى رحمهالله فى سادس البحار المطبوع حديثا ص ٢٢٩ عن أمالي الطوسى بالاسناد الى ابن ظبيان ، قال : كنت عند ابى عبد الله عليهالسلام فقال : ما يقول الناس فى ارواح المؤمنين بعد موتهم؟ قلت : يقولون : فى حواصل طيور خضر ، فقال : سبحان الله ، المؤمن اكرم على الله من ذلك ، اذا كان ذلك اتاه رسول الله صلىاللهعليهوآله وعلى وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام ، ومعهم ملائكة الله عز وجل المقربون ، فان انطق الله لسانه بالشهادة له بالتوحيد ، وللنبى صلىاللهعليهوآله بالنبوة ، والولاية لاهل البيت شهد على ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله وعلى وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام والملائكة المقربون معهم ، وان اعتقل لسانه خصّ الله نبيه صلىاللهعليهوآله بعلم ما فى قلبه من ذلك فشهد به ، وشهد على شهادة النبي على وفاطمة والحسن والحسين على جماعتهم من الله افضل السلام ، ومن حضر معهم من الملائكة ، فاذا قبضه الله إليه صير تلك الروح الى الجنة فى صورة كصورته وفى رواية : فى قالب كقالبه فى الدنيا فيأكلون ويشربون ، فاذا قدم عليهم القادم عرفهم بتلك الصورة التى كانت فى الدنيا.
الثانى ما رواه أيضا فى ذلك ص ٢٣٧ عن مشارق الانوار للبرسى عن الفضل بن شاذان من كتاب صحائف الابرار ان امير المؤمنين عليهالسلام اضطجع فى نجف الكوفة