اتم من الامور التكوينية والتشريعية وجعل غاية سيرهم ونهاية سلوكهم الوصول بكرامة الله تعالى ، والبقاء ببقائه فى البهجة والسرور ، والخلود فى اللذة التى لا سأمة معها ،.
والاستغراق فى الرحمة التى من حيث الخيرية للعبد ليس شيء فوقها. وهذا غرض حكمى لا ينكره عاقل ، واما كون اللذة دفعا للألم مع ان الامر ليس ذلك فقط فى هذه الدار فهو قياس لتلك اللذات الصافية التى لا تكون الا بإرادة مقيم الجنة التى هى شعاع إرادة الحق الاول تعالى بهذه اللذات المكدرة المنغصة المشوبة بالآلام والمتاعب والحرمانات فى هذه الدار الخسيسة الفانية ، واما ايصال الالم الحسى فليس غرضا بالذات اصلا لله تعالى ، بل هو يقع بالعرض لان حكمته تعالى اقتضت ان يسير العبد باختياره فى مسير هذا الكمال ، فاختاره لنفسه بسيئات الاعمال ما لا ينفك عنها من سيئات الجزاء.
الشبهة الثامنة ان الحشر اما لجميع الابدان او بعضها ، وكلاهما باطل ، اما الاول فلنزاحم الابدان فى المكان ، واما الثانى فللترجيح من غير مرجح مع خلف الوعد والوعيد بالنسبة الى البعض الاخر ، والجواب ان التزاحم لا يحصل لان الارض التى هى مكان الحشر تمدّ الى ان تسع الجميع.
اعلم ان المصنف لم يذكر من هذه الشبهات الا الاولى والثانية بالاشارة الى جوابهما بقوله : ولا يجب اعادة فواضل المكلف ، والثالثة من قبل بقوله : ويتأول فى المكلف الخ ، وذكر فيما يأتى خمسا اخرى غير هذه الثمانية نذكر ان شاء الله تعالى بيان كل منها فى محله عن قريب.
قول الشارح : على ما عرفت ـ فى المسألة الثالثة والرابعة والخامسة من الفصل الرابع من المقصد الثانى.
قول الشارح : التناسخية ـ روى فى الاحتجاج والمجلسى رحمهالله عنه فى رابع البحار ص ٣٢٠ وعاشرها ص ١٧٦ عن هشام بن الحكم انه سأل الزنديق أبا عبد الله عليهالسلام فقال : اخبرنى عمن قال بتناسخ الارواح من اى شيء قالوا ذلك وباى حجة قاموا على مذاهبهم ، قال عليهالسلام : ان اصحاب التناسخ قد خلفوا وراءهم منهاج الدين ، وزينوا لانفسهم الضلالات ، وامرجوا انفسهم فى الشهوات ، زعموا ان السماء