يحصل فى وقت وجود الطاعة والمعصية لانهما علتان تامتان لذلك من دون شرط ومانع ، ولكن استحقاق الثواب واستحقاق العقاب ضدان ، ايهما حصل متأخرا ينتفى به المتقدم او مطلقا على ما يأتى تفصيله فى المسألة السابعة إن شاء الله عز وجل ، وهذا هو القول بالاحباط والتكفير
وجمهور الامامية وبعض من اصحاب الاعتزال قالوا : ان الاستحقاق يحصل فى حال الطاعة والمعصية ، ولكن بقاؤه فى الظاهر مشروط بالموافاة ، واما فى الواقع فهو الى علم الله تعالى ، فان كان فى علمه تعالى انه يوافى الى حال الموت حصل الاستحقاق بالطاعة او المعصية وان كان فى علمه تعالى انه لا يوافى لم يحصل من اوّل الامر ، ومعنى الموافاة هو ان لا يأتى المكلف بشيء اختيارا قبل الموت يرتفع به الاستحقاق كالتوبة عن الكفر والمعصية التى ترفع استحقاق العقاب والارتداد الّذي يرفع استحقاق الثواب.
قول الشارح : الى حال الموت او الآخرة ـ الترديد لا يأتى فى موافاة الطاعة اذ بالموت تظهر الموافاة ، وان لم يواف يظهر ذلك قبل الموت ، ويصح فى موافاة المعصية اذ يمكن زوال الاستحقاق فى البرزخ او القيامة بعفو الله تعالى.
قول الشارح : قبل الموافاة ـ هكذا فى كثير من النسخ ، والصحيح قبل الوفاة.
قول الشارح : وبهما استدل المصنف ـ كذا فى كثير من النسخ ، والصحيح بهما واستدل المصنف ، والجارّ متعلق بلم يستحق.
قول الشارح : وتقريره ان نقول الخ ـ اعلم ان حبط العمل فى آيات القرآن علق على الشرك او الكفر او النفاق او الارتداد ، وفى آية واحدة فى سورة الحجرات علق على رفع الصوت فوق صوت النبي صلوات الله عليه وآله والجهر له بالقول ، وذلك يرجع الى ايذائه واهانته ، فهو يكشف عن النفاق.
ومن المفسرين من قال : ان معنى الحبط كون العمل واقعا على خلاف الوجه الّذي يستحق عليه الثواب ، ومنهم من قال : معناه بطلان العمل الّذي استحق عليه الثواب ،