يحمل بالاشتقاق على منشأه ويقال له المحمول من صميمه اى المحمول المنتزع من صميم موضوعه كما ان القسم الثانى يحمل على الموضوع أيضا بالاشتقاق ويقال له المحمول بالضميمة اى المحمول المنضم الى الموضوع واطلاق المصداق على الموضوع فى القسم الثانى والثالث انما هو باعتبار صدق المفهوم عليه بالاشتقاق وفى الحقيقة ليس مصداقا لان المصداق هو الفرد من حقيقة المفهوم.
ثم ان منشأ الانتزاع اما ان لا يوجد الا فى العقل كالكلى المنتزع منه الكلية وطبيعة الحيوان المنتزع منها الجنسية وطبيعة الانسان المنتزع منها النوعية واما ان يوجد فى الخارج كما يتصور فى العقل كالشيء المنتزع منه الشيئية والواحد المنتزع منه الوحدة واللازم المنتزع منه اللزوم ومعلوم ان الاتصاف والعروض كليهما فى الطائفة الاولى فى العقل واما فى الطائفة الثانية فالعروض فى العقل والاتصاف فى الخارج لما بينا فى اخر المسألة الثالثة وعلى ذلك فالمعقول الثانى لا يوجد الا فى العقل وليس له فرد موجود فى الخارج والفلسفى يبحث عن الطائفتين جميعا والمنطقى يبحث عن الاولى فقط ويطلق على الاولى المحمولات العقلية الصرفة لان موضوعاتها أيضا هى فى العقل وتبين من ذلك كله ان كل معقول ثان محمول عقلى وكل محمول عقلى اى كل محمول لم يكن له فرد فى الخارج معقول ثان.
قول الشارح : وليس الوجود ماهية خارجية ـ اى ليس له فرد فى الخارج لان الوجود الحقيقى فى الخارج على القول باصالته ليس فردا لمفهوم الوجود بل منشأ لانتزاعه.
قوله : هو وجود او شيء ـ اى شيء من حيث هو هو والشيء من حيث هو هو انما هو الشيئية فلا يرد ان فى الكلام تناقضا.
قوله : من معقولية ذلك ـ اى من معقولية الحجر وغيره فى الخارج يلزم ان يعقل وجوده وبعبارة أخرى اذا لاحظ العقل حجرا او شجرا فى الخارج انتزع منه عنوان الوجود.
قوله : والمشروطة ـ اى الوجوب والامتناع بالغير.