الجوارح والتحاكي بقول أو فعل» (١) وعنه في كشف الغمّة (٢) الّتي هي رسالة منفردة في الغيبة أنّ لها تعريفين : «أحدهما : مشهور وهو ذكر الإنسان في غيبته بما يكره نسبته إليه ممّا يعدّ نقضاً في العرف بقصد الانتقاص والذمّ ، والثاني : التنبيه بما يكره نسبته إليه» (٣) وفي المستند «وهي أن يذكر إنسان من خلفه بما هو فيه من السوء» (٤) ولم نقف من الفقهاء على أزيد من ذلك.
وأمّا الثالث : ففي النبويّ المرسل عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : «هل تدرون ما الغيبة؟ فقالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : ذكرك أخاك بما يكره ، قيل : أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهتّه» (٥) ونحوه ما في حديث في وصاياه صلىاللهعليهوآلهوسلم لأبي ذرّ ففيه على ما حكي «إنّها ذكرك أخاك بما يكرهه» ونحوهما المرويّ عن مكارم الأخلاق قلت : «يا رسول الله وما الغيبة؟ قال : ذكرك أخاك بما يكره ، قلت : فإن كان فيه ذلك الّذي تذكر به ، قال : أعلم أنّك إذا ذكرته بما هو فيه فقد اغتبته» (٦) إلى آخر ما ذكره. ونحوه المرسل «أنّه ذكر عنده رجل فقالوا ما أعجزه؟ فقال : اغتبتم صاحبكم ، قالوا : يا رسول الله قلنا ما فيه ، قال : إن قلتم ما ليس فيه فقد بهتّموه» (٧) وما حكي روايته عن مجمع البيان «إذا ذكرت الرجل بما فيه يكرهه الله فقد اغتبته» (٨) وحسنة عبد الرحمن بن سيّابة عن الصادق عليهالسلام «الغيبة أن تقول في أخيك ما ستره الله عليه ، وأمّا الأمر الظاهر فيه مثل الحدة والعجلة فلا ، والبهتان أن تقول فيه ما ليس فيه» (٩). وعن مصباح الشريعة قال الصادق عليهالسلام : «صفة الغيبة أن يذكر أحد بما ليس هو عند الله عيب ، ويذمّ ما يحمده أهل العلم فيه ، وأمّا الخوض في ذكر غائب بما هو عند الله مذموم وصاحبه فيه ملوم فليس بغيبة وإن كره صاحبه إذا سمع به وكنت
__________________
(١) الروضة ٣ : ٣١٤.
(٢) هذا سهو من قلمه الشريف ، الصحيح كشف الريبة.
(٣) كشف الريبة : ٥١.
(٤) المستند ١٤ : ١٥٩.
(٥) تنبيه الخواطر : ١٢٦ ، صحيح مسلم ٤ : ٢٠٠١ / ٢٥٨٩.
(٦) أمالي الطوسي ٢ : ١٥٠ ، مكارم الأخلاق ٢ : ٣٧٨.
(٧) مجمع الزوائد ٨ : ٩٤.
(٨) مجمع البيان ٥ : ١٣٧.
(٩) الوسائل ١٢ : ٢٨٨ / ٢ ب ١٥ أحكام العشرة ، الكافي ٢ : ٢٦٧ / ٧.