النار ، وكان عيشه ذلك حسرة عليه في يوم القيامة ، وإيّاك ومجالسة اللاهي والمغرور بلعبها فإنّها من المجالس الّتي باد أهلها بسخط من الله يتوقّعونه في كلّ ساعة فيعمّك معهم» (١).
وصحيح حمّاد بن عيسى قال : «دخل رجل من البصريّين على أبي الحسن الأوّل عليهالسلام فقال له : جعلت فداك إنّي أقعد مع قوم يلعبون بالشطرنج ولست ألعب بها ، ولكنّي أنظر ، فقال : ما لك! ولمجلس لا ينظر الله إلى أهله» (٢).
وخبر سليمان الجعفري عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : «المطّلع في الشطرنج كالمطّلع في النار» (٣).
وهذه الأخبار كما ترى واضح الدلالة على حرمة كلّ من الحضور والنظر ولا صارف لها من إجماع على الخلاف وغيره ، نعم هي مخصوصة بالشطرنج ولعلّ التعدّي إلى غيرها يتمّ بالإجماع على عدم الفصل إن ثبت.
ومن مشايخنا وفاقاً لما سمعت من الشهيد من قال : «لا يبعد القول بحرمة الجلوس في مجالس المنكر ما لم يكن للردّ أو للضرورة بل كان للتنزّه ونحوه ممّا يندرج به في اسم اللاهين واللاعبين خصوصاً في مثل حضور مجلس الطبل والرقص ونحوهما من الأفعال الّتي لا يشكّ أهل الشرع والعرف في تبعيّة حاضريها في الإثم لأهلها ، بل هم أهلها في الحقيقة ، ضرورة أنّ الناس لو تركوا حضور أمثال هذه المجالس لم يكن اللاهي واللاعب يفعلها لنفسه كما هو واضح» (٤).
أقول : يمكن استفادة هذا الحكم العامّ من ذيل صحيح حمّاد حيث قال عليهالسلام : «ما لك ولمجلس لا ينظر الله إلى أهله» بتقريب أنّ الله سبحانه لا ينظر إلى أهالي مجالس المعصية عموماً ، فإنكاره عليهالسلام للحضور فيها يعمّ الجميع.
الثانية : اللعب بتلك الآلات من غير رهن ، وفي تحريمه والعدم وجهان بل قولان ، ومستند القول بعدم الوجوب الأصل واختصاص أدلّة تحريم القمار بما كان فيه رهن ،
__________________
(١) الوسائل ١٧ : ٢٢٣ / ٤ ، ب ١٠٣ ما يكتسب به ، مستطرفات السرائر : ٥٩ : ٢٩.
(٢) الوسائل ١٧ : ٢٢٢ / ١ ، ب ١٠٣ ما يكتسب به ، الكافي ٦ : ٤٣٧ / ١٢.
(٣) الوسائل ١٧ : ٢٢٢ / ٢ ، ب ١٠٣ ما يكتسب به ، الكافي ٦ : ٤٣٧ / ١٦.
(٤) الجواهر ٢٢ : ١١١.