٥٢٩ ـ دعتني أخاها أمّ عمرو ... |
|
.......... (١) |
وقد تقدم ، و «لنا» متعلّق به ، واللام للعلة.
قوله : «يخرج» مجزوم في جواب الأمر.
وقال بعضهم : مجزوم بلام الأمر مقدرة ، أي «ليخرج» ، وضعفه الزجاج (٢) وسيأتي الكلام على حذف لام الأمر إن شاء الله تعالى.
والقراءة المشهورة «يخرج» بضم «الياء» وكسر «الراء» ، و «تنبت» بضم «التاء» وكسر «الباء» وقرأ (٣) زيد بن علي «يخرج» بفتح «الياء» وضم «الراء» و «تنبت» بفتح «التاء» وضم «الباء».
قوله : (مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ) مفعول «يخرج» محذوف عن سيبويه تقديره : مأكولا مما ، أو شيئا ممّا تنبت الأرض. والجار يجوز أن يتعلّق بالفعل قبله ، ويكون «من» لابتداء الغاية ، وأن تكون صفة لذلك المفعول المحذوف ، فيتعلّق بمضمر ، أي : مأكولا كائنا مما تنبته الأرض.
و «من» للتبعيض ، ومذهب الأخفش : أن «من» زائدة في المفعول ، والتقدير : يخرج ما تنبته الأرض ؛ لأنه لا يشترط في زيادتها شيئا.
قال النّحاس : وإنما دعى الحسن إلى زيادتها ؛ لأنه لم يجد مفعولا ل «يخرج» فأراد أن يجعل «ما» مفعولا و «ما» يجوز أن تكون موصولة اسمية أو نكرة موصوفة ، والعائد محذوف ، أي : من الذي تنبته ، أو من شيء تنبته ، ولا يجوز جعلها مصدريّة ؛ لأن المفعول المحذوف لا يوصف بالإنبات ؛ لأن الإنبات مصدر ، [والمخرج](٤) جوهر ، وكذلك على مذهب الأخفش ؛ لأن المخرج جوهر لا إنبات (٥).
قوله : (مِنْ بَقْلِها) يجوز فيه وجهان :
أحدهما : أن يكون بدلا من «ما» بإعادة العامل ، و «من» معناها : بيان الجنس.
والثاني : أن يكون في محلّ نصب على الحال من الضمير المحذوف العائد على «ما» أي : مما تنبته الأرض في حال كونه من بقلها ، و «من» أيضا للبيان.
و «البقل» : كل ما تنبته الأرض من النّجم ، أي : ما لا ساق له ، وجمعه «بقول».
و «القثّاء» معروف ، الواحدة : قثّاءة ، فهو من باب قمح وقمحة ، وفيها لغتان :
__________________
(١) هذا جزء من صدر بيت لعبد الرحمن بن الحكم وهو :
... ولم أكن |
|
أخاها ولم أرضع لها بلبان |
ينظر شرح المفصل : ٦ / ٢٧ ، الكامل : ٧٢ ، الدر المصون : ٢٣٩.
(٢) ينظر معاني القرآن : ١ / ١١٣.
(٣) انظر تفسير الرازي : ٣ / ٩١.
(٤) في أ : المخروج.
(٥) سقط في ب.