المشهورة كسر القاف ، وهي قراءة العامة ، وقرأ (١) يحيى بن وثّاب ، وطلحة بن مصرّف (٢) ، والأشهب العقيليّ بضم القاف وهي لغة «تميم».
و «القثّاء» مفرده وجمعه ممدود ، تقول : «قثّاء» و «قثّاءة» و «دبّاء» و «دبّاءة» ، و «داء» و «دواء» والهمزة أصل بنفسها في قولهم : «أقثأت الأرض» ، أي : كثر قثّاؤها.
ووزنها «فعّال» ، ويقال في جمعها : «قثائي» ، مثل : «علباء» و «علابي».
قال بعضهم : إلا أن «قثّاء» من ذوات الواو ، تقول «أقثأت القوم» ، أي : أطمعتهم ذلك ، وقثأت القدر سكّنت غليانها بالماء.
قال الجعدي : [الطويل]
٥٣٠ ـ تفور علينا قدرهم فنديمها |
|
ونقثؤها عنّا إذا حميها غلا (٣) |
وهذا وهم فاحش ؛ لأنه لما جعلها من ذوات الواو كيف يستدلّ عليه بقولهم : «أقثأت القوم» بالهمز ، بل كان ينبغي أن يقال : «أقثيث» والأصل «أقثوت» لكن لما وقعت الواو في بناء الأربعة قلبت ياء ، ك «أغزيت» من الغزو ، ولكان ينبغي أن يقال : «قثوت القدر» بالواو ، ولقال الشاعر : [نقثوها](٤) بالواو.
و «المقثأة» و «المقثؤة» ـ بفتح الثاء وضمها : موضع «القثّاء».
و «الفوم» : الثّوم وروي عن علقمة وابن مسعود أنه قرأ (٥) : «وثومها» ، وهي قراءة ابن عباس رضي الله عنهما ـ وفي مصحف عبد الله. والفاء تبدل من الثاء كما قالوا : «جدث وجدف» و «عاثور وعافور» و «مغافير ومغاثير» ، ولكنه غير قياس.
وعن ابن عباس الفوم : الخبز (٦) ، تقول العرب : «فوّموا لنا : أي : اختبزوا».
وقال ابن عباس أيضا وعطاء وأبو مالك : هو الحنطة (٧) وهي لغة قديمة ، وأنشد ابن عباس لمن سأله عن «الفوم» : [الكامل]
__________________
(١) انظر المحرر الوجيز : ١ / ١٥٣ ، والبحر المحيط : ١ / ٣٩٥ ، والدر المصون : ١ / ٢٤٠ ، والقرطبي : ١ / ٢٨٨.
(٢) طلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب أبو محمد ، ويقال : أبو عبد الله الهمداني اليامي الكوفي ، تابعي كبير ، له اختيار في القراءة ينسب إليه ، أجمع القرّاء على أنّه أقرأ أهل الكوفة. قرأ في الري وأخذ الناس عنه هناك. توفي سنة اثنتي عشرة ومائة ، قال أبو معشر : ما ترك بعده مثله ، قال عبد الله بن إدريس : كانوا يسمونه سيد القرّاء. ينظر الغاية : ١ / ٣٤٩
(٣) ينظر ديوانه : ١٨ ، اللسان (خثأ) ، القرطبي : ١ / ٤٢٤ ، الدر المصون : (١ / ٢٤٠).
(٤) سقط في ب.
(٥) انظر البحر المحيط : ١ / ٣٩٥ ، والمحرر الوجيز : ١ / ١٥٣ ، والقرطبي : ١ / ٢٨٨.
(٦) أخرجه ابن جرير (٢ / ١٢٧) عن ابن عباس ومجاهد وعطاء.
(٧) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (١ / ١٤١) وعزاه لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس.