عامر وحفص عن عاصم ، وهي لغة «الحجاز» ؛ قال ورقة بن نوفل : [الطويل]
٦٧٩ ـ وجبريل يأتيه وميكال معهما |
|
من الله وحي يشرح الصّدر منزل (١) |
وقال حسّان : [الوافر]
٦٨٠ ـ وجبريل رسول الله فينا |
|
وروح القدس ليس له كفاء (٢) |
وقال عمران بن حطّان : [البسيط]
٦٨١ ـ والرّوح جبريل منهم لا كفاء له |
|
وكان جبريل عند الله ماأمونا (٣) |
الثانية : كذلك إلا أنه بفتح الجيم ، وهي قراءة (٤) ابن كثير والحسن ، وقال الفرّاء : «لا أحبها ؛ لأنه ليس في كلامهم فعليل» وما قاله ليس بشيء ؛ لأن ما أدخلته العرب في لسانها على قسمين قسم ألحقوه بأبنيتهم ك «لجام» ، وقسم يلحقوه ك «إبريسم» ، على أنه قيل : إنه نظير شمويل اسم طائر.
وعن ابن كثير أنه رأى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وهو يقرأ «جبريل وميكائيل» ، قال : فلا أزال أقرؤهما كذلك.
الثالثة : جبرئيل كعنتريس ، وهي لغة قيس وتميم (٥) ، وبها قرأ حمزة والكسائيّ ؛ وقال حسّان : [الطويل]
٦٨٢ ـ شهدنا فما تلقى لنا من كتيبة |
|
يد الدّهر إلّا جبرئيل أمامها (٦) |
__________________
(١) ينظر البحر المحيط : ١ / ٤٨٥ ، زاد المسير : ١ / ١١٨ ، الدر المصون : ١ / ٣١٣.
(٢) تقدم برقم ٦٥٠.
(٣) ينظر البحر المحيط : ١ / ٤٨٥ ، والدر المصون : ١ / ٣١٣.
(٤) ينظر القراءة السابقة.
(٥) في أ : قريش.
(٦) ينظر ديوانه : (٢٧١) ، ونسبه ابن منظور في اللسان (جبر) لكعب بن مالك. وينظر معاني القرآن وإعرابه للزجاج : ١ / ١٥٦ ، وخزانة الأدب : ١ / ٤١٤ ، والأزمنة والأمكنة للمرزوقي : ١ / ٣٠٩ ، روح المعاني : ١ / ٣٣٢ ، إعراب القرآن المنسوب للزجاج : ٢ / ٤٥٠ ، الدر المصون : ١ / ٣١٣.
ظرف المكان إذا كان خبرا عن اسم عين ، سواء كان اسم مكان أو لا ، فإن كان غير متصرف ، نحو : زيد عندك ، فلا كلام في امتناع رفعه ، وإن كان متصرّفا وهو نكرة ، فالرّفع راجح ، نحو : أنت مني مكان قريب ، وأدراك من يمين أو شمال ، وهو باق على الظرفيّة عند البصريين ، والمضاف محذوف : إما من المبتدأ ، أي : مكانك من مكان قريب ، أو من الخبر ، أي : أنت مني ذو مكان قريب ؛ ومثله عند الكوفيين بمعنى اسم الفاعل ، فيجب رفعه ؛ وليس بظرف ، وإن كان معرفة ، والرفع مرجوح ، نحو : زيد خلفك ، وداري أمامك ؛ وذلك لأن أصل الخبر التنكير ، ومع ذلك فرفع المعرفة لا يختصّ بالشعر ؛ كما في قوله : إلا جبرئيل أمامها ، على أن «جبرئيل» مبتدأ و «أمامها» بالرفع خبره ، والجملة صفة لكتيبة ، خلافا للجرمي والكوفيين ، وإن لم يتصرف كالفوق والتحت ، لزم نصبه إجماعا ، وإن كان خبرا عن المكان ، نحو : داري خلفك ، ومنزلي أمامك ـ جوّزوا رفعه في السّعة.