وأمثلة ، وحمار وأحمرة ، وفي أكثر العدد يجمع على «فعل» نحو حمر ، لأنهم كرهوا في التضعيف «فعل» ، نحو هلل وخلل ، فاقتصروا على جمع أدنى العدد.
والجمهور على إظهار نون «عن» قبل لام «الأهلّة» وورش على أصله من نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها ، وقرىء (١) شاذّا : «علّ هلّة» ؛ وتوجيهها : أنه نقل حركة همزة «أهلّة» إلى لام التّعريف ، وأدغم نون «عن» في لام التعريف ؛ لسقوط همزة الوصل في الدّرج ، وفي ذلك اعتداد بحركة الهمزة المنقولة ، وهي لغة من يقول : «لحمر» من غير همزة وصل.
وإنما جمع الهلال ، وإن كان مفردا ؛ اعتبارا باختلاف أزمانه ؛ قالوا من حيث كونه هلالا في شهر غير كونه هلالا في آخر ، والهلال : هذا الكوكب المعروف.
واختلف اللّغويّون : إلى متى يسمّى هلالا؟
فقال الجمهور : يقال له : «هلال» لليلتين ، وقيل : لثلاث ، ثم يكون «قمرا» وقال أبو الهيثم (٢) : يقال له : «هلال» لليلتين من أوّل الشهر ، وليلتين من آخره ، وما بينهما «قمر». وقال الأصمعيّ : يقال له «هلال» إلى أن يحجّر ، وتحجيره : أن يستدير له ؛ كالخيط الرقيق» ، ويقال له : «بدر» من الثانية عشرة إلى الرابعة عشرة ، وقيل : «يسمّى «هلالا» إلى أن يبهر ضوءه سواد اللّيل ، وذلك إنما يكون في سبع ليال».
واعلم أنّ الشّهر ينقسم عشرة أقسام ، كلّ قسم : ثلاث ليال ، ولكلّ ثلاث ليال اسم ، فالثلاثة الأولى : تسمّى غرر ، والثانية نقل ، والثالثة تسع ، والرابعة عشر ، والخامسة بيض والسادسة درع ، والسابعة ظلم ، والثامنة مسادس والتاسعة فرادى والعاشرة محاق.
والهلال : يكون اسما لهذا الكوكب ، ويكون مصدرا ؛ يقال : هلّ الشّهر هلالا ، ويقال : أهلّ الهلال ، واستهلّ مبنيّا للمفعول وأهللناه واستهللناه ، وقيل : يقال : أهلّ واستهلّ الهلال للفاعل ؛ وأنشد : [الوافر]
٩٦٤ ـ وشهر مستهلّ بعد شهر |
|
وحول بعده حول جديد (٣) |
وسمّي هذا الكوكب هلالا ؛ لارتفاع الأصوات عند رؤيته ، وقيل : لأنه من البيان ، والظهور ، أي : لظهوره وقت رؤيته بعد خفائه ، ولذلك يقال : تهلّل وجهه : ظهر فيه بشر وسرور ، وإن لم يكن رفع صوته ، ومنه قول تأبّط شرّا : [الكامل]
__________________
(١) انظر : البحر المحيط ٢ / ٦٩ ، الدر المصون ١ / ٤٧٨.
(٢) أبو الهيثم الرازي كان إماما لغويا ، أدرك العلماء وأخذ عنهم ، وتصدر بالريّ للإفادة ـ مات سنة ست وسبعين ومائتين. ينظر : البغية ٢ / ٣٢٩.
(٣) ينظر : البحر المحيط ٢ / ٦٦ ، واللسان «هلل» والدر المصون ١ / ٤٧٩.