١٠١٣ ـ ما قلت ما قال وشاة سعوا |
|
سعي عدوّ بيننا يرجف (١) |
وقال الضّحّاك : وإذا تولّى ، أي : ملك الأمر ، وصار واليا سعى في الأرض (٢).
وقال مجاهد : إذا ولّي ، وعمل بالعدوان ، والظّلم ، أمسك الله المطر ، وأهلك الحرث والنّسل (٣).
قوله : «في الأرض» متعلّق ب «سعى» ، فإن قيل : معلوم أنّ السّعي لا يكون إلّا في الأرض قيل : لأنّه يفيد العموم ، كأنه قيل : أيّ مكان حلّ فيه من الأرض أفسد فيه ، فيدلّ لفظ الأرض على كثرة فساده ، إذ يلزم من عموم الظّرف عموم المظروف ، و «ليفسد» متعلّق ب «سعى» علّة له.
قوله : (وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ) الجمهور على : «يهلك» بضمّ الياء ، وكسر اللام ونصب الكاف. «الحرث» مفعول به ، وهي قراءة واضحة من : أهلك يهلك ، والنّصب عطف على الفعل قبله ، وهذا شبيه بقوله تعالى : (وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ) [البقرة : ٩٨] فإنّ قوله : «ليفسد» يشتمل على أنّه يهلك الحرث والنّسل ، فخصّهما بالذّكر لذلك. وقرأ أبيّ (٤) : «وليهلك» بإظهار لام العلّة ، وهي معنى قراءة الجمهور ، وقرأ أبو حيوة ـ ورويت عن ابن كثير وابن عمرو ـ «ويهلك الحرث والنّسل» بفتح الياء ، وكسر اللام من هلك الثّلاثي ، و «الحرث» فاعل ، و «النّسل» عطف عليه. وقرأ قوم : «ويهلك الحرث» من أهلك ، و «الحرث» مفعول به إلا أنّهم رفعوا الكاف. وخرّجت على أربعة أوجه : أن تكون عطفا على «يعجبك» أو على «سعى» ؛ لأنّه في معنى المستقبل ، أو على خبر مبتدأ محذوف ، أي : وهو يهلك ، أو على الاستئناف. وقرأ الحسن (٥) : «ويهلك» مبنيّا للمفعول ، «الحرث» رفعا ، وقرأ أيضا : «ويهلك» بفتح الياء واللام ورفع الكاف ، «الحرث» رفعا على الفاعلية ، وفتح عين المضارع هنا شاذّ لفتح عين ماضيه ، وليس عينه ولا لامه حرف حلق ، فهو مثل ركن يركن بالفتح فيهما.
و «الحرث» في اللّغة : الشّقّ ، ومنه المحراث لما يشقّ به الأرض ، والحرث : كسب المال وجمعه ، والحرث : الزّرع ، والحرّاث الزرّاع ، وقد حرث ، واحترث مثل : زرع وازدرع.
__________________
(١) ينظر : البحر ٢ / ١٢٤ ، الدر المصون ١ / ٥٠٦.
(٢) ينظر : تفسير البغوي ١ / ١٨٠.
(٣) أخرجه الطبري في تفسيره (٤ / ٢٣٨) عن مجاهد وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (١ / ٤٢٩) وزاد نسبته لابن أبي حاتم.
(٤) انظر في هذه القراءات :
الشواذ ١٢ ، ١٣ ، والمحرر الوجيز ١ / ٢٨٠ ، والبحر المحيط ٢ / ١٢٥ ، والدر المصون ١ / ٥٠٦.
(٥) انظر السابق.