السابع : البيان ، قال تعالى : (أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ) [الأعراف : ٦٣].
الثامن : الصلاة ، قال تعالى : (فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ) [الجمعة : ٩].
قوله : «أذكركم» هذا خطاب لأهل «مكة» والعرب.
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : اذكروني بطاعتي أذكركم بمعرفتي (١).
وقيل : اذكروني في النعمة والرخاء أذكركم في الشدة والبلاء.
بيانه قوله سبحانه وتعالى : (فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [الصافات : ١٤٣ ـ ١٤٤].
وقيل : اذكروني بالدعاء أذكركم بالإجابة.
قال تبارك وتعالى : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر : ٦٠] قاله أبو مسلم.
وقيل : اذكروني في الدنيا أذكركم في الآخرة ، وقيل : اذكروني بمحامدي أذكركم بهدايتي.
روى الحسن عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال : إني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن الله ـ تعالى ـ يقول : يا ابن آدم إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي ، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير منهم ، وإن دنوت منّي شبرا دنوت منك ذراعا ، وإن دنوت منّي ذراعا دنوت منك باعا ، وإن مشيت إليّ هرولت إليك ، وإن هرولت إليّ سعيت إليك ، وإن سألتني أعطيتك ، وإن لم تسألني غضبت عليك» (٢).
وقال أبو عثمان النهدي : إني لأعلم الساعة التي يذكرون منها.
قيل : ومن أين تعلمها؟ قال : اتقوا الله عزوجل : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ).
قوله : (وَاشْكُرُوا لِي).
تقدم أن «شكر» يتعدّى تارة بنفسه ، وتارة بحرف جر على حد سواء على الصحيح.
وقال بعضهم : إذا قلت : شكرت لزيد ، فمعناه شكرت لزيد صنيعه ، فجعلوه متعديا لاثنين :
أحدهما : بنفسه ، والآخر بحرف الجر ، ولذلك فسر الزمخشري هذا الموضع بقوله : «واشكروا لي ما أنعمت به عليكم».
وقال ابن عطية : «واشكروا لي ، واشكروني بمعنى واحد».
و «لي» أفصح وأشهر مع الشّكر ، ومعناه : نعمتي وأياديّ ، وكذلك إذا قلت :
__________________
(١) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (١ / ٢٧٣) وعزاه لأبي الشيخ والديلمي من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعا.
(٢) أخرجه البغوي (١ / ١٢٦) وأخرجه بلفظ قريب منه مسلم في الذكر والدعاء ١٩ وأحمد (٢ / ٣٩١) وابن حبان (٢٣٩٣ ، ٢٣٩٤) والحاكم (١ / ٤٩٦) وأبو نعيم في «الحلية» (٩ / ٣٠٦).