فالجواب من وجهين :
الأول : أن القيام لا ينافي المشي السريع لأن الماشي قائم ولا ينافي النظر.
الثاني : أن لسرعة (١) الأمور كأن الكل في زمان واحد كقول القائل :
٤١٨٣ ـ مكرّ مفرّ مقبل مدبر معا |
|
..........(٢) |
واعلم أن النفختين تورثان تزلزلا وانقلابا للأجرام فعند اجتماع (٣) الأجرام يفرّقها. وهو المراد بالنفخة الأولى وعند تفرق الأجرام يجمعها وهو النفخة الثانية.
قوله : (يا وَيْلَنا) العامة على الإضافة إلى ضمير المتكلمين دون تأنيث وهو «ويل» مضاف لما بعده. ونقل أبو البقاء أن «وي» كلمة برأسها عن الكوفيين و «لنا» جار ومجرور (٤) انتهى. قال شهاب الدين : ولا معنى لهذا إلا بتأويل بعيد وهو أن يكون يا عجب لنا ، لأن «وي» تفسير بمعنى أعجب منا (٥). وابن أبي ليلى يا ويلتنا بتاء التأنيث وعنه أيضا يا ويلتي بإبدال التاء ألفا (٦). وتأويل هذه أن كل واحد منهم يقول يا ويلتي (٧).
قوله : (مَنْ بَعَثَنا) العامة على فتح ميم «من» و «بعثنا» فعلا ماضيا خبرا «لمن» الاستفهامية قبله ، وابن عباس والضحاك وأبو نهيك بكسر الميم على أنها حرف (٨) جر ، و «بعثنا» مصدر مجرور «بمن» ، ف «من» الأولى تتعلق (٩) بالويل والثانية تتعلق (١٠) بالبعث. والمرقد يجوز أن يكون مصدرا (١١) أي من رقادنا وأن يكون (١٢) مكانا وهو مفرد
__________________
(١) في ب سرعة والرازي موافق ل «أ».
(٢) صدر بيت من الطويل عجزه :
.......... |
|
كجلمود صخر حطّه السّيل من عل |
وهو يصف فرسه النشيط بصفات كثيرة الكرور والفرار والإقبال والإدبار. وهذه مبالغة في سرعته الخارقة وعدم بلادته. ومحل الشاهد : أن لسرعة هذا الحصان كأنه يفعل هذه الأشياء في زمن ومكان واحد. وانظر : شذور الذهب ١٤٧ ، والمحتسب ٢ / ٣٤٢ وابن يعيش ٤ / ٨٩ والتصريح ٢ / ٥٤ والهمع ١ / ٢١٠ وحاشية الدمنهوري ٨١ والفخر الرازي ٢٦ / ٨٨ والكتاب ٤ / ٢٢٨ ، والمغني ١٥٤.
(٣) في ب إجماع.
(٤) التبيان له ١٠٨٤.
(٥) الدر المصون ٤ / ٥٢٣.
(٦) المحتسب ٢ / ٢١٣ ومختصر ابن خالويه ١٢٥ والكشاف ٣ / ٣٢٦ الأولى فقط وانظر البحر ٧ / ٣٤١ والسمين ٤ / ٥٢٣.
(٧) المرجع الأخير السابق.
(٨) انظر : مختصر ابن خالويه ١٢٥ ونسبها إلى علي أيضا. وانظر : الكشاف ٣ / ٣٢٦ والبحر ٧ / ٣٤١ وهي من الشواذ.
(٩) في ب «متعلق».
(١٠) في ب «متعلق» أيضا.
(١١) أي مصدرا ميميا كملعب ، ومذبح مما ماضيه بفتح العين ومضارعه أيضا.
(١٢) أي اسم مكان على مفعل كالعلة السابقة للمصدر.