أحدها : عملها في اسم الإشارة وهو معرفة ولا تعمل إلا في النكرات.
الثاني : كونه لا ينصرف.
الثالث : كونه غير زمان. وقد رد بعضهم هذا بأن «هنا» قد خرجت عن المكانية واستعملت في الزمان كقوله تعالى : (هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ) [الأحزاب : ١١] ، وقوله :
٤٢٣٧ ـ (وإذا الأمور تعاظمت وتشاكلت) (١) |
|
فهناك يعترفون أين المفزع (٢) |
كما تقدم في سورة الأحزاب.
إلا أن الشذوذين الأخيرين باقيان. وتأول بعضهم البيت أيضا بتأويل آخر وهو أن «لات» هنا مجملة لا عمل لها ، و «هنا» ظرف خبر مقدم و «حنت» مبتدأ بتأويل حذف «أن» المصدرية تقديره «أن حنّت» نحو : «تسمع بالمعيديّ (٣) خير من أن تراه». وفي هذا تكلف وبعد إلى أن فيه الاستراحة من الشذوذات المذكورة أو الشذوذين (٤). وفي الوقف عليها مذهبان : أشهرهما عند [علماء] العربية وجماهير القراء السبعة بالتاء المجبورة اتباعا لمرسوم الخط (٥) ، والكسائي وحده من السبعة بالهاء.
والأول : مذهب الخليل وسيبويه والزّجّاج والفراء وابن كيسان.
والثاني : مذهب المبرد (٦).
وأغرب أبو عبيد فقال : الوقف على «لا» والتاء متصلة بحين فيقولون : قمت تحين قمت وتحين كان كذا فعلت كذا ، وقال : رأيتها في الإمام كذا «ولا تحين» متصلة ، وأنشد على هذا أيضا قول أبي وجزة السّعديّ :
٤٢٣٨ ـ العاطفون تحين ما من عاطف |
|
والمطعمون زمان لا من مطعم (٧) |
__________________
(١) صدر البيت حذف من ب وانظر : الدر المصون ٤ / ٥٨٣.
(٢) سبق الكلام على الشاهد هذا وهو هنا يستشهد بالبيت على أن «هناك» للزمان لا للمكان.
(٣) هذا مثل يضرب للشيء يظن به الخير فإذا حضر كان الأمر على خلافه ، وانظر : مجمع الأمثال للميداني ١ / ٢٢٧.
(٤) الدر المصون ٤ / ٥٨٣.
(٥) وانظر : مشكل إعراب القرآن ٢ / ٢٤٧ ومعاني الزجاج ٤ / ٣٢٠ وإعراب النحاس ٣ / ٤٥١ والبيان ٢ / ٣١٢ والتبيان ١٠٩٧ ، ومعاني الفراء ٢ / ٣٩٨ والإتحاف ١ / ٣٧ ، وإبراز المعاني ١ / ٢٧٤ ، ٢٧٥ والبحر المحيط ٧ / ٣٨٤ والمذكر والمؤنث لابن الأنباري ١ / ١٨٠ و ١٨٣ والإغفال للفارسي ٩٢ / ١١.
(٦) السابقة.
(٧) البيت من الكامل. وانظر : الخزانة ٤ / ١٧١ ، ١٧٥ والمذكر والمؤنث لابن الأنباري ١ / ١٨٣ ، ١٨٤.
وانظر : الغريب المصنف لأبي عبيد ٢٢٥ ، والأشموني ٤ / ٣٣٩ ومجمع البيان للطبرسي ٧ / ٧٢٥ والإنصاف ١٠٨ ومجالس ثعلب ٣٧٤ وتمهيد القواعد ٢ / ٣٧ والدر المصون ٤ / ٥٨٣ ، ٥٨٤ ، وفتح القدير ٤ / ٤٢٠ وإعراب القرآن للنحاس ٣ / ٤٥١ ، ٤٥٣ وجامع البيان للطبري ٢٣ / ٧٨ بزيادة (هاء) العاطفونه والمطعمونه.